*فيصل زقاد
عندما أسمع الوزير الأول عبد المالك سلال يدلي بتصريحات أمام رجال الإعلام أخجل من نفسي، و أتمنى في تلك اللحظة أن أكون نائما ولا أستيقظ حتى لا أرى هذا الكابوس الذي أصبح يلاحقني أينما حللت .
فبرغم من أن الرجل رضع من حليب النظام و ترعرع في دواليب السلطة إلا أنه مازال تلميذا .. لم يحفظ الدرس كما حفظه غريمه رجل المهام القذرة “أويحى” فكلامه كله هراء في هراء و”شخبطة في لخبطة”
معاليه يقول أن: ” هناك نداءات مجهولة من بعص الأطراف لمحاولة زعزعة استقرار الجزائر, و هنا نتساءل .. هل يعقل أن يسمع النظام الجزائري نداءات مجهولة و هو يملك جهاز استخبارات -هي الأقوى في المنطقة العربية و القارة الإفريقية- و لا يستطيع التعرف عليها و إسكاتها قبل أن تنطق بحرف واحد، أم أن هذا الجهاز يتم فقط استغلاله، للقبض على المرحوم “تامالت” و زملاؤه و كل من سولت له نفسه أن ينتقد هذا النظام المتسلط الذي لا يقدر إلا على الشعب الأعزل، أو معنى أدق”محقورتي يا جارتي ” .
هو يقول أيضا أن للجزائر شعب قوي يمكنه التصدي لأي محاولات خارجية، “شوف يا سيدي، شعب قوي ..!؟”.
فما دمت تعلم أنه شعب قوي – يا “سي سلال”-، فلماذا تتكفل بنفسك كل مرة بتزوير الانتخابات و مصادرة صوت هذا الشعب “القوي”, أم أتراك تنسى أنت و بطانة السوء التي تحوم حولك، و لا تتذكرون أن لكم شعب “قوي”، إلا عند كل استحقاق و على أقل تقدير تعتبرونه مجرد أرقام تستعملونها لتضخيم النسبة المئوية المزورة لفوزكم الزائف ..؟.
مسؤول الهيئة التنفيذية هو نفسه من يقول ويكرر، ولا يكاد يسكت، بأن الأحداث التي عرفتها بعض ولايات الوطن ليست أعمال خطيرة، لكنه -ويا للأسف !- لم يقل لنا ما يجب أن يقال في هذا الوضع بالذات، فهو لم بخبرنا عن أسباب وملابسات هذه الاحتجاجات، ولماذا لم يستطع جهاز الأمن أن يؤطرها، ليحمي الممتلكات العمومية و الخاصة .
و قبل هدا و ذاك، لماذا لم يتنبأ لهكذا احتجاجات قبل اندلاعها، فيمتص غضب الشارع عند شرارته الأولى، بدلا من زيارة دور العجزة و المستشفيات، حيث انحرف جهاز الشرطة عن هدفه الأسمى وهوالحفاظ على النظام العام و السكينة، و اختار بدله، العمل التطوعي و التضامني الذي هو اختصاص أصيل للجمعيات الخيرية و وزارة التضامن .
هذا “السلال الذي لم يكتف لهذا الحد من مهاتراته، ليضيف أن : “ الشيء الإيجابي هو الشباب الذين يتابعون شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايس بوك، و الذين كان لهم رد قوي، رغم أنه، هو الذي فوض منذ زمن ليس بالبعيد، وزيرته “فرعون” لتقول كما عودتنا بتصريحاتها المستفزة بأنها، “جاءت بتعليمات من الوزير الأول” لتلقننا دروسا في علم الاجتماع و التربية، و تحذرنا من هذه الشبكات التي قالت عنها بأنها أخطر من المواقع الإباحية !
سلال لم يسكت، بل راح بعيدا في تصريحاته الغريبة، فقد أضاف أن:” هناك أطراف تحاول زعزعة الاستقرار، يعتقدون بأننا خرفان والربيع العربي لا نعرفه ولا يعرفنا” .. ولسنا ندري إن كان دولة الوزير يعلم، بأننا نحن الجزائريون، لا نعتقد فقط بأننا خرفان، فنحن متأكدون بأننا كذلك، ومتأكدون أيضا بأن هذه الخرفان تحرسها ذئاب لا تخاف الله فينا .
أما الربيع الذي صدع رؤوسنا به، فنحن نعرفه و يعرفنا جيدا، و إن نسي معاليه العشرية السوداء .. فنحن هنا لنذكره بها، و نذكره أيضا، بأننا نعلم علم اليقين أن أعداء الداخل و الخارج يتأبطون بنا شرا، و إن لم يرحل هو و من معه و يترك هذا الشعب الأبي يقرر مصيره بيده، فسيحل بنا الخريف و الشتاء العربي لا قدر الله … فخير لك و لنا جميعا أن تصمت يا “سي سلال”.
*محامي وجمعوي جزائري