* فيصل زقاد
هل يعقل أن يموت “علي حداد ” رئيس أرباب منتدى المؤسسات الجزائرية من أجل سواد عيون سلال ..؟ .. قطعا لا و ألف لا .. !
بكل تأكيد لم يكن بريئا -كما يظن السذج في بعض وسائل الإعلام الجزائرية- التهويل الذي عقب الخطأ البروتوكولي حينما تسلم “سي حداد” الكلمة قبل أعضاء الحكومة و على رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال، فالمناوئين لرئيس المنتدى حاولوا بكل الوسائل المتاحة لهم، أن يصفوا حساباتهم معه، ليتسنى لهم مسحه من خارطة “محيط الرئيس”، لكنهم باءوا بفشل ذريع .
هم سذج لأنهم ظنوا أن ما فعله حداد كان خطأً بروتوكوليا، كما روج له هو نفسه، و هو في الحقيقة لم يكن كذلك على الإطلاق , فتصرفه كان مقصودا و مدروسا و مهيأ له منذ مدة، بل و تم اختيار المكان و الزمان بدقة متناهية، حتى أصبحت كل فصول المسرحية جاهزة، ليتم عرضها بقصر المؤامرات (عفوا المؤتمرات) الجديد بطريقة مميزه و بتقنية ثلاثية الأبعاد “3 D ” .
عندما تسأل المواطنين البسطاء عن حداد، فلن تسمع منهم إلا جوابا واحدا لا غير، سيقولون لك بأنه “العلبة السوداء للفساد المستشري في البلاد، و أنه هو من يعين الوزراء و هو نفسه من يقيلهم، و هو الذي أخاط قانون المالية على مقاسه، و هو من سن لإلغاء قانون التقاعد النسبي، و هو الذي يمهد لمشروع قانون العمل الجديد، و مع كل هذا و ذاك، لم تتورع صحافة الرعاع في معظم الصحف و القنوات التلفزيونية الخاصة، على الترويج لخبر تنحية حداد، كأن تكتب بالبنط العريض مثلا ” اليوم يكرم حداد أو يهان .. ! ” أو “غضب الرئاسة ضد حداد يزداد “, و يبدو أنهم لم يقتنعوا بعد بأن حداد باق و أن أكثر شخص تضرر و أهين في هذه الحادثة هو الوزير الأول عبد المالك سلال أو “ميكي ماوس ” كما لقبه رجل المهام القذرة السيد أويحي (وصف على ذمة الأستاذ سعد بوعقبة طبعا) .
مسكين و تعيس، بل و شقي من راهن على إقالة “علي حداد” من منصبه على هرم منتدى رؤساء المؤسسات، فالرجل تمت تزكيته للبقاء إلى غاية نهاية 2018، و لن يغادر منصبه إلا بانتهاء عهدة الرئيس، و لكم أن تتصوروا المشهد القادم لو ترشح “فخامته” لعهدة خامسة ..!
*محامي و ناشط حقوقي جزائري