ذ. عبد اللـه عزوزي
محسن فكري .. مواطن غير عادي، بل عاش و مات فوق كل ماهو عادي ..
محسن فكري .. مصل جادت به أسرة ريفية أصيلة عاشت تستنشق رضاض البحر الأبيض المتوسط ..!
محسن فكري .. ناطحة سحاب في وطن يفتقر لناطحات السحاب .. هو تمثال حرية نصب فوق أرض عمرها الرومان و الفنيقين و الأمازيغ و كثير من العرب.
محسن فكري .. تمثال بروح و لسان سينتصب أمام أعين مغاربة اليوم و من سيأتي من بعدهم ..!
محسن فكري .. جَسَّد المعنى الحقيقي و الأصيل للإنسان، في فطرته الحقيقية التي خلقه الله سبحانه عليها منذ آدم عليه السلام.
محسن فكري .. سيبقى كلمة في أغنية حزينة، وبيتاً في قصيدة، وصورة في عين كاميرا، و صوت في حلق مايكرفون، و بند في دستور، و محضر في محكمة و على مكتب الشرطة القضائي و فصل في كتب القانون، و صفحة في موسوعة ويكيبيديا ..!
محسن فكري .. صفعة على وجنة كل ضمير، و فجر جديد يعلن نهاية ليل طويل.
و الصبح لن يكون صبحاً إلا و نحن نطلع على النتائج، نتائج التحقيقات التي فتحت و التي بقيت معلقة و كأنها تراهن على ضعف ذاكرة المقهورين ..!
تكريما لروح شهيد، نحسبه عاش عيشة الأولياء و الصالحين ومات في عمر الزهور، كما هو حال كل الاستثنائيين، موتة الشهداء، على المغاربة أن يفكروا في تأسيس “مرصد محسن فكري لتتبع التحقيقات” يُعهد إليه بتتبع كل التحقيقات التي فتحتها الأجهزة الخاصة للدولة و التي لم يُعرَف مآلها لحد الساعة، و التي مست كلها هدر دماء و أرواح العديد من المغاربة بطرق شتى و مافيوزية.
ما لم يتم هذا الأمر، سنظل مجتمعاً قاصراً، مثقوب الذاكرة، و لا يُعَوَّلُ عليه؛ بل يعول أعداءه على شغله بهموم الحياة حتى يظل حيث كان قبل مجيء الإسلام : مقت و ظلم و قتل وتنابز بالألقاب من عيار “طحن مو” ؛ ما لم تكن الدولة ((أو بالأحرى خدامها)) واضحة مع الشعب و مستعدة لكي توفر له شروط الحياة الكريمة و الصحة النفسية، فإننا سنبقى مجرد مجتمعٍ متربصٍ بجريمة الهدر الحضاري و الزمني، التي لا تقل عقوبتها عن الاندثار الكلي.
