عبد الصمد لفضالي
إن ما يقوم به قياديو الأحزاب في إطار الحملة الانتخابية الحالية لا ينم إلا عن شيئين اثنين٬ إما غباوة واستبلاد، أو انعدام تام وحاد للحياء والأخلاق٬ فبعد أن وجد الكاتب العام للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر الحلول لجميع مشاكل المغاربة – في الحلم طبعا – دعا إلى المساواة في الإرث لاستمالة الناخبين، متانسيا بأن الأغلبية الساحقة من المغاربة ليس لهم ما يورث، وإنما محتاجين للعمل .. ثم أثناء الحملة الانتخابية الحالية، حذر هذا “السياسي العبقري” المغاربة من التصويت على حزب العدالة و التنمية٬ مصرحا بأن هذا الأخير، إذا استمر في الحكومة تأكدوا بأن أوضاعنا ستكون أسوأ مما هي عليه في العراق و ليبيا و سوريا “، والسيد إدريس لشكر يعرف قبل غيره أنه لو كان متيقنا من وقوع ما يهدد به لكان من الأوائل الذين سيسحلون بطونهم المهترئة ويختفون من الآن و بدون رجعة .. فقمة الانتهازية التفوه بهذا التهديد من طرف مسؤول حزبي أول، في حين أن المغرب محتاج كغيره من الدول إلى جلب استثمارات خارجية ومستثمرين يشعرون بالأمن والأمان داخل المغرب ،.!
سيفوز المصباحيون أو غيرهم في انتخابات 7 أكتوبر، ولن يتحقق ما هدد به “المتنبي” الاشتراكي، لأن المغاربة اختاروا طريق الديمقراطية و سيستميتون من أجل ترسيخها و تفعيلها٬ كما لا يفسر نزول بعض القياديين الحزبيين من أبراجهم العاجية، و الطواف داخل الأحياء الشعبية، و أخذ صور مع بسطاء الحرفيين إلا بالتواصل الانتهازي و الاستغبائي، معتقدين أن باستطاعتهم خداع جميع الناس طول الوقت .. فلما كل هذه المزايدات القدحية والتهم المتبادلة بين هؤلاء “السياسيين المحنكين”..؟ الذين هم مستعدون لفعل أي شيء حتى ما لايخطر على بالكم من أجل قبة البرلمان، وليس من أجل مصلحة البلاد والعباد .. الذين عوض أن يزكوا مثقفين نزهاء يحملون هموم المواطن، يستقطبون أصحاب “الشكارة” لضرب دجاجتين “بقالب” واحد : سمسرتهم والتحكم فيهم واستعمالهم مطية لتمييع الرشوة والارتشاء، فلولا الرعاع و”الشناقة” الذين يشترون بالمال الوسخ والسذج الذين يغرر بهم بوعود فارغة لكان البيض الفاسد أشرف من أن يرجم به هؤلاء الانتهازيون ..!