الدراما التركية والنجاح في ملأ الفراغ بدل الدراما السورية ..!
المستقلة بريس / متابعة
يمكن للقائمين على إنتاج الدراما التركية الاطمئنان على تسويقهم لأعمالهم في الوطن العربي، على إثر تعثر وغياب الدراما السورية، وعجز الدراما المصرية والخليجية على سد الفراغ .. وللمشاهد العربي اليوم أن يميز على الأقل بين مستوى الدراما التركية المدبلجة وباقي الإنتاج الدرامي الذي يحاول إغراق السوق العربي، كالإنتاج الدرامي المكسيكي والهندي .. ولعل المشاهد العربي قد بدأ يتعود على الدراما التركية من خلال الواقعية التي توجه المواضيع التي تعالجها والأقرب في تفاصيلها إلى حياة المجتمع العربي والإسلامي.
لا أحد يجادل في هيمنة الدراما التركية على المشاهد المغربي الذي أصبح مدمنا على متابعة مسلسلاتها، وفي القنوات الخليجية المفتوحة أمامه في الوقت الذي تراجعت فيه مشاهدته للقنوات الوطنية، وقد استطاع الأتراك تغطية حاجات المشاهد المغربي لملأ أوقات المشاهدة التلفزيونية بالرغم من ضعف مضامين موضوعاتها التي تبقى صالحة للمتابعة بالمقارنة مع الإنتاج الوطني الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الأعمال التي يمكن متابعتها على مستوى الأفلام والمسلسلات بالرغم مما يصرف عليها من المال العام، كما تجسد في “خردة” رمضان الأقرب إلى الصرف الصحي منها إلى أي إنتاج صالح للمشاهدة والمتابعة.
من جانبنا في المستقلة بريس نعتبر اهتمام المشاهد المغربي بالدراما التركية أفضل من متابعة الإنتاج الدرامي المكسيكي والهندي لعدة اعتبارات يعرفها المختصون في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، والمهتمون بالرقابة الفنية التي تجيز أو تمنع عرض الأعمال على العموم، وماهية الجوانب الجمالية والفنية والثقافية التي يجب أن تتوفر في الأعمال الجاهزة للعرض على مشاهدي السينما والتلفزيون، وإن كان الملموس شبه غياب كلي لهذه الرقابة اتجاه ما يسمح بعرضه في الظرف الراهن الذي سبق الحديث عنه في مقدمة هذه المتابعة النقدية والتعريفية بالدراما التركية، مما يتوجب أن يكون في رجال هذه الرقابة، الذين يتوفرون على المؤهلات التي تسمح لهم بأداء المهام المسؤولين عنها في مجال الرقابة الفنية.
الحق يقال، أن الدراما التركية فرضت نفسها على المشاهد العربي عموما، وعلى المشاهد المغربي في ظل ما يمكن أن ينافسها بالنسبة للإنتاج المغربي أو العربي في الظرف الراهن، وإلى حين تحقق ذلك سيظل غزو الدراما التركية قائما لما تمتلكه على الأقل من العناصر التي تسمح بمتابعتها بالمقارنة مع ما يوجد في باقي ما يقدم لمشاهدي التلفزيون اليوم .. علما، أن المسؤولية تتحملها الأجهزة المسؤولة على التلفزيون التي يجب أن تختار ما يمكن متابعته في الدراما التركية الصالحة للمشاهدة، خصوصا ما أصبح في هذه الدراما قادرا على منافسة أرقى الأعمال الدرامية العالمية، ناهيك ما يتوفر للجهات الممولة والمنتجة للدراما التركية من إمكانيات، ووسائل للرفع من مستوى هذه الدراما التركية في عالمنا العربي الذي أصبح يقبل عليها في انتظار تطور الإنتاج العربي والمغربي الدرامي القادر على المنافسة.