يوسف الإدريسي
“لا نريد دعما ولا مكافأة وإنما نطالب فقط برؤية فلذات أكبادنا دون وسائط” عبارة رددها من أمام المستشفى الجامعي بمراكش والد أحد أطفال حادثة سير مؤلمة وقعت بحر الأسبوع الجاري قرب مدينة شيشاوة في اتجاه اليوسفية بعد قضائهم فترة تخييم بأكادير. وكانت الحافلة التي انحرفت عن مسارها، تقل أكثر من عشرين طفلا مخلفة حالة وفاة واحدة وإصابات متفاوتة الخطورة.
وعبّر أهالي المصابين عن سخطهم وامتعاضهم من طريقة تعامل رجال الأمن الخاص والأطر الصحية بمستشفى محمد السادس بمراكش، الذين يمنعونهم بغلظة متناهية من رؤية أبنائهم، إلى حين استعمال الهواتف كلّ حسب معارفه، مشددين في ذات الآن على ضرورة تدخل الجهات المعنية، على الأقل لمؤازرة العائلات المكلومة، عبر تسهيل الولوج للمستشفى بهدف خدمة المصابين، خصوصا منهم الأطفال الذين يحتاجون لدفء أسري واهتمام نفسي بعد المشاهد المروعة التي خلفها الحادث إلى درجة، يضيف أحدهم، أن أحد الأطفال هرع بأنابيب الأكسجين إلى الخارج، حيث يتفاوض والده مع حارس الأمن من أجل رؤية ابنه ذي الكسر المزدوج على مستوى يده اليسرى
.
وتساءل أحد أقرباء الضحايا عن الجدوى من وجود مستشفى جامعي يفتقد إلى أطباء نفسيين من المفروض أن يعملوا على السيطرة على الأعراض النفسية الفجائية في مثل حالة المشاهد الدموية المروعة، خاصة أن العامل النفسي يؤثر بشكل واضح على الأعضاء الحسية.
إلى ذلك، دعا فاعلون جمعويون إلى تشكيل خلية أزمة بهدف تتبع حالة المصابين الصحية والمادية والأسرية، خاصة بعدما وقفوا على حقيقة مفادها أن ضحايا الحادث سيتركون لمصائرهم دون تحرك من الجهات المعنية، مشددين في ذات الوقت على ضرورة الوقوف وقفة رجل واحد من أجل أشخاص انتدبوا أنفسهم للعمل المجتمعي التطوعي.
تجدر الإشارة، إلى أن الحافلة التي كانت تقل الضحايا، انقلبت خمس مرات قبل أن تتدحرج على جانب الطريق، وكان على متنها 17 طفلا وخمسة آخرين مابين مؤطر ومؤطرة.