أو لستم من التحكم الذي تطعنون فيه يا عبد العلي حامي الدين ..؟!
لا نعرف في المستقلة بريس كيف نفك طلاسم هذه الرؤيا المضطربة التي تحاولون بها وضع مسافة بينكم وبين دوائر التحكم التي تطعنون فيها، مع أنكم يا حامي الدين مشاركين في الحكومة التي تمثل هذا التحكم ولوبياته ودوائره .. فهل هذا التحكم يمثل جهازا أعلى سلطة منكم في الحكومة التي تمثل الدولة وتجسد سلطتها التنفيذية ..؟ وهل أنتم الذين تشرفون سياسيا على العمليات الانتخابية وتطعنون في نزاهتها عبر هذا التحكم الذي خلقتموه ليمثل سلطة مستقلة عنكم، والمخزن والدولة العميقة كما تدعون ..؟ وإن كنتم مسؤولين على نزاهة الانتخابات في نهاية المطاف، فلماذا تطعنون في نزاهتها باعتبار وزارة الداخلية جزء من الحكومة التي تقودونها يا قيادي العدالة والتنمية ..؟.
إن الخطورة في هذا الموقف المزدوج والمخدوم لا يصح أن يكون بالنسبة لمناضلي وقيادي الحزب الأغلبي الذي يقود الحكومة، وإلا فإن نتائج الانتخابات الجهوية والجماعية ل. 04 شتنبر 2015، لم تكن نزيهة .. وبالتالي، أن الأغلبية التي فزتم بها غير صحيحة، وأنكم مارستم تزويرها إذا كان هذا هو موقفكم من دوائر التحكم التي تدعون أنها تطعن في نزاهة الانتخابات .. فهل لكم يا حامي الدين ما تستطيعون به إقناع الرأي العام الوطني وخصومكم في المعارضة، بدل اختلاق وفبركة هذه الرؤى المرضية التي تكشف يوضوح عن رغبتكم في دغدغة مشاعر المغاربة بما تعتقدون أنكم مستهدفون فيه من قبل دوائر التحكم ..؟ ولتعلم يا حامي الدين أن الكذب على الذقون لا يلجأ إليه إلا من فقد الثقة في نفسه وفي مؤهلاته .. ولا نظن أنكم تفتقرون إلى ذلك.
بكل تأكيد، من حقكم توجيه الاتهام إلى من ترونهم يعارضون شرعية أغلبيتكم ومصداقية النتائج التي حصلتم عليها في الانتخابات، أما أن تخلقوا ما يخيفكم غدا من تبرير النتائج التي يمكن أن تكون في غير صالحكم، فهذا سلوك لا يمارسه من يؤمن بالديمقراطية، وبما تفرزه الصناديق الانتخابية، وبإمكانية نجاح خصومكم إذا تمكنوا من إقناع الناخبين ببرنامجهم الانتخابي .. ونظن أنك لست في حاجة إلى من يعطيك الدروس في هذا المجال، ومن أن الديمقراطية الحقة هي التي تسمح بالتداول الديمقراطي على التدبير الحكومي، وليس التداول الذي ينحصر في وجودكم على رأسه باستمرار، كما تتوعدون به خصومكم من أنكم فائزون في الانتخابات التشريعية القادمة، ولا أحد يمكنه من خصومكم أن يحصل فيها على الأغلبية النسبية التي حصلتم عليها في انتخابات 25 نونبر 2011 .. وبالتالي، أليس هذا هو الوعي بالديمقراطية المتخلف، والذي يريد أن يفرض شرعيتها من خلال فوزه فقط، وإلا لا قيمة لهذه الديمقراطية الانتخابية بدونكم ..؟
لن نسترسل في الحوار معكم يا أخ حامي الدين، فأنتم من النخبة الجامعية الشابة في الحزب الذي يقود الحكومة الآن، ومن الطبيعي أن إيمانكم بالديمقراطية لا يمكن أن يكون بهذا الوصف الذي تؤمنون به حاليا، كما أن دوائر التحكم التي تتوهمونها ليست إلا من يوجد في الحكومة التي تمثل الدولة وتسهر على تدبير الشأن العام حسب المنصوص عليه في دستور الوطن.