بن كيران ومساحة الخلاف مع الصحافيين التي تتسع شيئا فشيئا ..!
منذ تحمل السيد بن كيران لرئاسة الحكومة وهو يتوعد الصحافيين بما لا يجب أن يكون عليه الخلاف معهم .. كأن توتر العلاقة من تدبير أمة الصحافيين فقط، وأن رئيس حكومتنا محصن من الأخطاء في تدبيره الحكومي التي تستدعي مساءلة وشك الصحافيين .. وبالتالي، أنه يستحق المدح والتأييد باستمرار، ومن يعتقد في وقوعه في الكبائر ليس سوى صحفي نكرة وفاقد للشرعية المهنية.
لن نزايد عليك يا رئيس حكومتنا من موقعنا في جريدة المستقلة بريس، التي اختارت المواجهة الشفافة مع كل فريقك الحكومي، ولاننتظر منك المجاملة أو التعويض على ممارستها النقدية الموضوعية التي لا تهتم فيها بالمرجعية الحزبية للوزراء، بقدر ما تركز في متابعتها على ما يجب أن يكون موضوعا للمتابعة والمساءلة فقط، وهذا هو فضاء دورها الإخباري التنويري الذي تقوم به وفق خطها التحريري المواطن والمستقل اتجاه الجميع.
إذن، نحن كصحافيين بصفة عامة، وبعيدا عن النماذج التي تسيء إلى أخلاقيات المهنة وتتجاوز سقف المسموح به في تقييم عملك يارئيس الحكومة لا ننتظر منك إنصافنا وتأييدنا على ما نقوم به اتجاه السياسات الحكومية التي ينفذها تحالفك الحكومي، وسنظل في تعاملنا مع أداء حكومتك على المسافة التي تسمح لنا بالمساندة أو المعارضة التي يتطلبها أداؤك الحكومي، سواء قبلت بذلك أو رفضته.
نتركك لضميرك يا رئيس الحكومة، وتأكد أن من لا يزاول الصحافة ومن خلالها احترام أخلاقياتها المهنية لا يصلح أن يكون من أمتنا الصحافية .. خصوصا، إذا تجاوز سقف أسئلته مسؤوليتك العامة على رأس الحكومة ونشاطك الحزبي ومواقفك المرتبطة بموقفك كشخصية عامة، ولن نتأخر في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة وفي منبرها الإعلامي المستقلة بريس في محاسبته ونقده وبنفس الحماس والالتزام بالمبادئ ستدعم وتدافع عن الذي احترم مسؤوليته المهنية في التواصل معك، سواء كان منا أو مستقلا عنا أو منتميا لتنظيم آخر.
إن عداءك للصحافة إن لم يكن في هذا الإطار فهذا يعني بالضرورة أنك تريد أن تمارس مسؤوليتك الحكومية بدون مراقبة ومتابعة من الرأي العام الوطني الذي تمثله الصحافة كسلطة رابعة، كما أنه يتناقض مع المكانة التي تحتلها اليوم.
عاديتنا أو أبقيت على الود معنا كصحافيين فكن يا رئيس الحكومة على يقين أن هذا الدور المهني بالنسبة إلينا يجسد رسالة صاحب الجلالة في نظامنا المغربي ولك في المكانة التي أرادها جلالة الملك للصحافة في أن تكون قادرة على القيام بدورها الإخباري والرقابي، إلا إذا كنت لا ترغب في العمل تحت مراقبتها .. لذلك، فحوارنا النزيه معك لا يفسد للود وروح المواطنة وحب الصالح العام الذي يجمع بيننا، وهذا هو الخط التحريري الذي نطالب الصحافيين بضرورة احترامه في التواصل مع المسؤولين، وإن لم يكن الصحفي والإعلامي بهذه المواصفات فعليه أن يرحل عن هذه المهنة.