تاونات: برنامج “أكسيس” بثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية بطهر السوق يتوج دورته الأولى بحفل فني و تربوي رائع
ذ.عبد الله عزوزي
للمرة الأولى في تاريخ ثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية (50 كيلومترا شمال-شرق مدينة تاونات)، التي افتتحت أبوابها في وجه تلامذة مرنيسة و صنهاجة، و ظلت تشكل حرما جامعيا مصغرا لكل الذين نجحوا في اجتياز امتحانات كل روافدها من الثانويات الإعدادية المحيطة بها، استطاع طاقم تربوي شاب و ديناميكي، مشدود العضد بطاقم إداري له رؤية واضحة وعزم ثابت، أن يُوَّطِّنَ برنامج أكسيس/ أو “وُلُوج” بهذه المؤسسة، و هو عبارة عن منحة ترعاها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، بتنسيق مع الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الأنجليزية / Moroccan Association of Teachers of English – MATE ، و التي تخول للحائزين عليها من تلامذة الثالثة الإعدادي الجذوع المشتركة بالثانوي التأهيلي — الذين أبانوا عن ملكات لغوية مبكرة و ينحدرون من أسر هشة أو محدودة الدخل — الاستفادة من دروس في اللغة الإنجليزية و أنشطة موازية تهدف إلى تقوية تعلم اللغة الإنجليزية و التربية على القيم الديمقراطية و المواطنة، فضلا عن تعزيز التفاهم الثقافي بين المجتمعات، خاصة بين المجتمعين المغربي و الأمريكي، بمعدل زمني قدره 360 ساعة مقسمة على 6 دورات دراسية بمعدل 44 ساعة لكل دورة تشمل 4 ساعات صباح كل يوم أحد، و دورتين مكثفتين(48 ساعة لكل دورة) في آخر السنة الدراسية أو بدايتها تمتد على 12 يوما؛ و هو ما يشكل فعلا و حقيقةً بالنسبة للمستفيدين “وُلُوجاً” إلى مستويات متقدمة من التحكم في اللغة الأنجليزية و الانفتاح على عوالم أوسع و أرحب
المُتَفَهِّمُ لحجم هذه المبادرة و على انعكاساتها في التمكين لأبناء مرنيسة من التلاميذ المعوزين– لكن سِمَتُهم الجِد و الإصرار و رفع التحدي– و وضعهم على سِكةٍ تَعِدُ بالمزيد من النجاحات و المفاجآت التي يُخَولها التحكم في اللغة لصاحبها، لا يسَعُهُ إلا أن يزيح قبعة فصل الصيف، أو قفازات الشتاء، وهو يهم بالسلام على مهندسي – ((أحبذ تسميتهم ب “لزانجينيور” إرضاءً لخاطر القارئ الفرانكوفوني..ههه…)) – هذه المبادرة العملاقة التي لا شك أنها كَلَّفَت مفاوضات متواصلة و سفريات شاقة لكل من فاس و الرباط.
فمساء أمس، الأربعاء 01 يونيو 2016، شهدت قاعة الأساتذة بمؤسسة ثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية تنظيم حفل نهاية أول لبنة في هذا البناء اللغوي و الثقافي الواعد .. الحفل الذي حضره أولياء أمور التلاميذ الممنوحين، و كذا مدراء المؤسسات التعليمة المجاورة، والأطر الإدارية و السادة الأساتذة، بالإضافة إلى فعاليات سياسية و جمعوية من أبناء المنطقة، قُدِّمَ له بترتيل أيات بينات من الذكر الحكيم وكذا أداء تحية العلم بالنشيد الوطني، قبل المرور لعروض فنية باللغة الأنجليزية حظيت بإعجاب الضيوف و منتسبي المؤسسة، الذين صفقوا لها بحرارة.
منسق البرنامج، الأستاذ ياسر الأزرق، توجه بالمناسبة بالشكر إلى كل من حضر هذا الحفل، وكذا من تعذر عليه المجيء لظرف من الظروف، كما اغتنم ذات الفرصة لتقديم الشكر وتجديد الوفاء للرسالة التربوية للجمعية المغربية لأساتذة اللغة، الإنجليزية MATE التي وضعت ثقتها فيه و في زملائه، كما قال بأنه “معا يمكننا أن نحقق الكثير، وهذا ما تأكد بالملموس في حفل هذا اليوم الذي جاء تتويجا لعمل تربوي و هادف انخرطنا فيه جميعا، مديرية إقليمية، و جمعية، و أطرا تربوية و إدارية، و كذا متعلمين و متعلمات.
و بهذا الاستحقاق، يكون المثل القائل بأنه “يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر” قد توسع أخيرا ليشمل مرنيسة، بعد العديد من الإنجازات التي تحققت داخل ثانوية عبد الكريم الخطابي، كان أخرها اختيار إطارٍ تربويٍّ (الكاتب) من هذه المؤسسة في يونيو 2013، كمغربي و حيد ضمن فريق دولي يضم أطراً من تسعةَ عشرَ بلداً عبر العالم، تم انتقاؤهم بدقة و تنافسية عالية للمشاركة في برنامج أكاديمي و سياحي مكثف احتضنته طيلة أربعة أسابيع جامعة ولاية كاليفورنيا بمدينة شيكو غرب الولايات المتحدة الأمريكية، متبوعا بأسبوعين من الزيارات الميدانية و التنقلات السياحية والاستكشافية لباقي المدن الأمريكية، كان أهمها مدينة سان فرانسيسكو، ساكرمانتو غرباً، شيكاكو وسطاً، و العاصمة واشنطن شرقا، وما احتوته هذه الأخيرة من مآثر مؤسسات سياسية هامة، كالبيت الأبيض، ومبنى الكونغريس و مكتبته الذائعة الصيت، و تمثال أبرهام لينكلن و مارتن لوثر كينغ … فضلا عن الحدائق الخضراء و وسائل النقل النظيفة والراقية، و ذلك دائما في إطار تقوية علاقة الصداقة و التفاهم بين المجتمعات و الخروج بتجربة تزيد المشاركين مزيدا من الحماس و العطاء.