منظومة مسار للتدبير المدرسي بين الأمس و اليوم
ذ. عبد اللـه عزوزي
واحدة من أجمل حقائق هذا الكون هو انتهاء كل السيناريوهات المحبوكة بالمعادلة الرياضية التالية: “ضرورة انقلاب السحر على الساحر”.
فقبل ثلاث سنوات فقط، وإبان العمر البيولوجي لهذه الحكومة التي جاءت من أجل بناء مغرب قوي في محيطه، ظهرت منظومة مسار للتدبير المدرسي ((Système de Gestion Scolaire massar)) كمنظومة معلوماتية وضعت من أجل رقمنة و تدبير المسار التعليمي للتلميذ المغربي…
شرع في تطبيق تلك المنظومة في الموسم الدراسي 2013/2014، و هو العام الذي جاء مسبوقا بانسحاب حزب الاستقلال من التحالف الحكومي، و ظهور بوادر واضحة و بارزة للانقلاب على الإصلاحات الاجتماعية و الدستورية التي أسست لها قوى الإصلاح بالوطن عقب انتخابات 25 نونبر 2011…
الغريب في الأمر أن تلك الفترة عُرِفت باستغلال براءة / سذاجة التلاميذ و إقحامهم في صف المعارضة من أجل معاكسة حزب العدالة و التنمية كحزب قائد للإتلاف الحكومي، و تحريضهم على القيام بمظاهرات كادت تسبب في انفلات أمني عبر ربوع الوطن .. التهييج تم على أساس مغالطات بكون منظومة مسار لا تخدم مصلحة التلميذ في شيء، و أنها تركز كافة السلطات في يد الأستاذ .. و أن مستقبل المتعلم أصبح على كف عفريت.
استعمال المعارضة للجسم التلاميذي المغربي آنذاك يقول الكثير عن طينة هذه المعارضة، وكيف تنظر هذه الأخيرة لقضايا الكبرى من قبيل الاستقرار، الوطن، الحكم، الاختلاف، المستقبل، فضلا عن التحديث و التكنولوجيا و صناعة التنمية.
لحسن الحظ، أن تثبيت منظومة مسار في المنظومة التربوية و ما أبانت عليه من نجاعة و دقة و معالجة للمعطيات، أظهر بجلاء صدق الخيارات الحكومية، و قال الكثير عن رافعي ألوية المعارضة.
ما حدث يجب أن يتذكره المغاربة، وعليهم أن يعودوا للأرشيف الإلكتروني من أجل الوقوف و التمعن .. و ليخلصوا في النهاية إلى كون أن الدعاية المُغرِضة لا تأتي دائما “بنتائج”، و أنها تنتهي بمجردِ سحرٍ منقلبٍ على ساحرٍ.