هشام بوحرورة
يدخل عمال الشركة المنجمية تويسيت، المستغلة لمناجم جبل عوام منطقة إغرمأوسار – مريرت -، يومهم الخامس عشر. 81 عاملا قرروا الدخول في شكل احتجاجي جديد، الاعتصام في جوف الأرض تحت عمق يقارب 800 متر (عمق منجم سيدي احمد). شكل احتجاجي جديد ومبتكر لجؤوا إليه بعد أن أعياهم التظاهر على سطح الأرض ويئسوا من محاولات إسماع صوتهم لمن هم فوقها، وبعدما تأكدوا أن لا حياة لمن تنادي .. أزمة كهذه كان من المفروض أن تعصف بحكومات، لو كنا في ديمقراطيات أخرى تحترم الإنسان وتكرم العام .. أزمة كهذه كانت لتركع من لا يركع وتجبره على احترام إرادة الشعب، لو كنا في ديمقراطية أخرى .. أزمة كهذه كانت لتفعل فعلها في جنوب إفريقا أو الشيلي وحتى في تركيا .. اليوم وفي خطوات تصعيدية منها، أقدمت السلطات المحلية وبإيعاز من الشركة المنجمية على طرد العمال المعتصمين فوق الأرض المدعمين لإخوانهم العمال المعتصمين في جوفها، إلى خارج سياج منجم سيدي احمد، محاولة بذلك منعهم من تقديم أي دعم ولو معنوي لإخوانهم المرابطين داخل المنجم. جدير بالذكر أن عائلات العمال المعتصمين لازالت مرابطة مطوقة سياج الشركة بمنجم سيدي احمد وأحم .. تأتي هذه الخطوة التصعيدية التي تتخذها السلطات بإقليم خنيفرة والمتواطئة مع إدارة الشركة المنجمية، في إطار من خيانة النقابات العمالية بمختلف تلوينها وحتى الأحزاب السياسية أخرصت ألسنتها، فلا المنتخبون ولا الفاعلون الحقوقيون الذين تعج بهم المقاهي كانوا قادرين على أن ينبسوا ببنت شفة أو يفتحوا أفواههم ولوا بكلمة .. العمال المعتصمون في يومهم الخامس عشر وعائلاتهم، مصرين على مواصلة اعتصامهم حتى إنصافهم وتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، ويستنجدون بجلالة الملك، بعد أن تأكدوا أن رأسمال الشركة قادر على أن يشتري كل الرؤوس وقادر على إسكات كل الأفواه، طبعا باستثناء الشريفة.