هشام بوحرورة

بعد اجتماع ماراطوني بين إدارة الشركة المنجمية تويسيت و المكتب المحلي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي وصل للباب المسدود، التجأ أزيد من 80 عاملا بمنجم جبل عوام للدخول في اعتصام مفتوح داخل مغارات الموت بكل من سيدي احمد و اغرم اوسار لعل صوتهم يصل إلى المسؤولين، و بعد مرور يومين على الاعتصام تم استدعاء ممثليهم و ممثلي الشركة إلى مقر عمالة خنيفرة تحت إشراف عامل الإقليم دون التوصل لأي نتيجة، ودعت الأطراف للقاء ثاني بعد يوم، وهذا ما كان بحضور مدير شركة تويسيت وممثلي وزارة الداخلية و المسؤولين النقابيين، وظل تعنت الإدارة مستمرا و تم رفع الاجتماع دون جديد يذكر، و رفضها مناقشة الملف المطلبي للمعتصمين بحجة الاتفاق المبرم بين الشركة والمكتب المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، وهذا جعل ممثلي العمال يصبون جام غضبهم على الجهات الوصية، وخصوصا مدير الشركة ومندوب الطاقة والمعادن بخنيفرة، ومدير الأملاك المخزنية، وأيضا السلطات المحلية و الإقليمية والمنتخبين الذين يلعبون دور المتفرج رغم الضحايا التي خلفها و لا زال يخلفها هذا المنجم سنويا والحالة الكارثية التي يشتغل فيها العمال داخل مغارات الموت، دون نسيان الحالة الصحية لجل العمال والمتقاعدين من المنجم .. و إعمالا لمبدأ الرأي و الرأي الآخر، قامت الجريدة بالاتصال بمندوب الطاقة والمعادن بالاقليم لاستفساره عما يحدث، فأكد على أنه لم يتوصل بأي شكاية أو تقرير في الموضوع من ممثلي أو مندوبي العمال أو أي كان، و أضاف أن الفصل 27 من النظام الأساسي الخاص بمستخدمي المقاولات المنجمية حسب الظهير الشريف رقم 1-60-007 الذي يخل لمندوب العمال المنتخب والذي يسمى مفوض أمن تفقد الأشغال المباشرة تحت الأرض ومقالع الاستغلالات المعدنية قصد الوقوف على الظروف المتعلقة بأمن العاملين و صحتهم، بالإضافة للفصول 28-29-30-33، و في الأخير، قال المسؤول المعني بالأمر، بان بابه مفتوح أمام الجميع لمعرفة أدق التفاصيل . كما قامت الجريدة في شخص مراسلها بالمنطقة بلقاء مع الكاتب المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل .. النقابة، التي لم تتضامن مع المعتصمين لمعرفة وجهة نظرهم، حيث صرح بأن الشركة استجابت لملفهم المطلبي، والمكون من عدة نقاط، و تم وضع خارطة طريق لمدة أربع سنوات، ويحتوي على مشروع هام للشركة والعمال، حيث أن توقف أحد الآبار عن العمل سيخلق مشاكل عديدة متمثلة في تسريح العمال، وهذا ما جعلهم يرسمون خارطة طريق مع الشركة لتفادي تسريح العمال و المشاكل الاجتماعية التي ستنجم عنها .. و عبر عدد كبير من العمال اللامنتمين لأي نقابة، وأيضا بعض المتقاعدين من المنجم أن ما يسمى بخارطة الطريق هاته التي وضعتها الشركة مع نقابة الاتحاد المغربي للشغل إنما هو تقزيم لمجهودات العمال وفخ لاصطياد الأصوات العمالية التي تقف ضد مدير الشركة و أيضا قتل العمل النقابي الحر و النزيه الذي يقوم بفضح لوبيات الفساد بهذه الشركة، و تم عقد اجتماع ثالث يوم الجمعة بين مدير الشركة و ممثلي العمال تحت إشراف عامل الإقليم وبحضور عزيز اللبار عن المكتب التنفيذي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، و بعد نقاش طويل رضخ السيد مدير الشركة للضغوطات المتزايدة عليه من كل الجهات، ورحب بفتح حوار مع المعتصمين ومناقشة الملف المطلبي، وذلك بالتشاور مع رؤسائه المباشرين، و شهد يوم السبت خروج عائلات المعتصمين الذين قاموا بوقفة احتجاجية بشوارع مدينة مريرت، وسبق أن قاموا بوقفة أمام باب منجم اغرم اوسار، و الغريب في الأمر، أنه لحدود الساعة لم تتحرك جمعيات المجتمع المدني بالمدينة أو الإقليم و لاممثلي الساكنة لمؤازرة المعتصمين أو التخفيف من معاناتهم اليومية، وهذا ما يطرح علامة استفهام كبيرة .