*عبداللـه عزوزي
من تدفعه الأقدار، أو لقمة العيش، لاكتراء دار بتاونات و العيش بكيميائها و البحث عن الحلول لمعادلاتها الصعبة، يعتقد للوهلة الأولى أن هذه المدينة لا تصلح لشيء سوى للف السجائر الكثامية و الاستظلال بأشجار الزيتون السائرة في طريق الانقراض
غير أن الوجه الآخر والمليح لتاونات، والذي لا يراه التعساء، هو أن تاونات شبيهة بمنجم بوكراع، مع وجود فارق بسيط في نوع المعادن المستخرجة:بوكراع تنتج الفوسفاط للفلاحين المغاربة، في حين تنتج تاونات الوزراء للمغاربة و لرؤساء حكوماتهم.
آخر وزير أنجبه رحم مدينة القمم ولد مؤخرا. فلقد تداولت وكالات الأنباء خبر تعيين ابن تاونات، السيد ناصر بوريطة، وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية و التعاون، التجمعي صلاح الدين مزوار. نفس المصادر لم تأت على ذكر مصير الوزيرة الشابة، المتعددة الألسن، مباركة بوعيدة التي كانت تشغل نفس المنصب إلى حدود يوم السبت.
يذكر أن بوريطة عاش بعيدا عن أي انتماء سياسي، وراكم تجربة معتبرة داخل دواليب الوزارة التي تقلد منصبها، حيث اشتغل مع ثلاثة من وزراء الخارجية، محمد بنعيسى، الفاسي الفهري، وصلاح الدين مزوار
لكن وزراءنا التاوناتيين لهم فقط انتماء بيولوجي لتاونات، حيث ساهمت الظروف التي راكمتها هذه المدينة، على مر سنين من سوء التدبير و تأجيل حلم التنمية، إلى دفع الرعيل الأول للهجرة إلى الحواضر الأكثر جذبا، وعلى رأسها العاصمتين الإدارية و الاقتصادية للمملكة، و الانكباب على تنشئة الذرية بهدف جعلهم قادة ووزراء. لقد شرع والد بوريطة في السبعينات و النهاية في ذهنه. نهاية بدأت ارهاصاتها بالرباط و خرجت للوجود اليوم، السبت 05 شباط/فبراير بمدينة العيون أثناء المجلس الحكومي الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.