فيروس زيكا ، خطة الجفاف ، وتشريعيات أكتوبر – بعض من عناوين القلق لهذه السنة
*عبد الله عزوزي
لو كان لهذه السنة عقلا لانفجر من شدة الضغط : ثلاثة عناوين من حجم المرض والندرة والاحتدام تؤثث الأحد عشرة شهراً المتبقية من عمر السنة التي ولجناها على إيقاعات الخطة الأمنية المحكمة .. سنة اجتمع فيها ما كان عادة يأتي متفرقا في غيرها.
فلا زال المغاربة لم ينسوا بعد كيف كانت أخبار الفيروسات، مثل فيروس الأنفلونزا H1N1، و فيروس كرونا ((coronavirus، وفيروس إيبولا، تأثث نشرات الأخبار المحلية والدولية، وتتحول فيها المطارات (وليس محطات القطارات أو الحافلات) إلى ما يشبه مستشفيات، في حين يتحول فيها رجال الشرطة و الجمارك، وهم يلبسون بدلات طبية واقية، إلى ربابنةِ الفضاء يبحثون عن الماء فوق سطح “المطـــــــــــار”.
لحسن حظ الشعوب المستضعفة، أنه لم يكن يمت فيها أحد بسبب الفيروس .. كل ما كان يحدث هو الاجتماعات الطارئة التي كانت تعقدها السلطة العليا في وزارة الصحة، خصوصا مع الشركات المصنعة للقاح نفس الوباء، والتوقيع على ميزانيات استيراد الأدوية (…..). تنتهي مدة التغطية ومواكبة تنقلات الفيروس، وينتهي العام بعدما يُسَلِّم الشعلة الأولمبية للعام الجديد،على وقع فيروس جديد، وباسم وأعراضٍ جديدة .. ففي بحر هذه السنة لا أستبعد أن يرافقنا في كل نشراتها الإخبارية فيروس زيكا (Zika virus)؛ غير أنه في الوقت الذي يمكن فيه لعدسات القنوات الدولية أن تقتفى فيه أثر و أقدام الفيروس، لا نستطيع الجزم بالقول أنه يمكن للقناتين الأولى والثانية رصد تحرك وزارة الصحة و مناديبها الجهويون و الإقليميون، ما دامتا فشلتا في تحسس هزات زلزال الناظور والحسيمة، الذي استشعرته مدريد ولم تستشعره لا زنقة البريهي و لا محطة عين السبع.
زيكا الذي قيل بأنه جاء لِيَهْدينا “أطفالا بأمْخاخٍ صغيرة”، سينضاف لمعاناة أطفالنا ذوي الأمخاخ و العقول الكبيرة الذين يعانون أشد ما يعانون في فصل الصيف، مع ندرة الماء وقلة المسابح والمرافق الترفيهية.
فالفرق في ظروف الفيروسات لهذه السنة — مالم يعجل الله بنشر رحمته — هو أن سالِفَتها كانت تأتي في مواسم الخيرات والوفرة ( نِسْبَةُ ملإِ السدود معتبرة، و محصول زراعي ممتاز)، حيث الفواكه والأشجارُ اليانِعةُ تؤثث طرقات وأزقة و أبواب مساجد المغاربة، تحدي آخر ينضاف لمغرب منتصف 2016 هو عزم الحكومة على تنظيم انتخابات تشريعية في ظروف متسمة بالفقر و الحاجة، خاصة بالنسبة للطبقات الموسومة بالهشاشة، وما يمكن أن تشكله “خطة شراء الذمم التي يعتمدها المتسابقون إلى بِرِّ الأمان ” من خطر على الخريطة السياسية وعلى جودة وكفاءة البرلمانين والبرلمانيات الذي سيقطع به المغرب مسافة (2016—2021)
*عضو الأمانة الإقليمية ن.م.ص.م – تاونات