*عبد الله عزوزي
هاهي الأستاذة المغربية، تَختزل تاريخا بعمق دلالات حقوق الأنثى، والخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، والمناصفة، ومقاربة النوع، والعيد الأممى للمرأة، وعيد الأم، والمغربية المجاهدة، التي جاهدت مع الرجل لطرد المستعمر، ثم استراحت قليلا، فشدت الرحال في اتجاه الصحراء من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
هاهي اليوم تكرم خير تكريم، تكرم بالإهانة و الدم.
وقع هذا وحزب العدالة والتنمية، الذي أناضل من داخل صفوفه، يرأس الحكومة، و يُعتَبر أمينه العام الرجل الثاني في الدولة المغربية بعد جلالة الملك. مرجعيةُ الحزب مرجعيةٌ إسلاميةٌ. هذه المرجعيةُ المبنيةُ على قول الله عز و جل ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)” و تقول في أحد بنودها النبوية “(من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)”، يجب أن تٌحرِّك الأمانة العامة للحزب والأمانة العامة للحكومة من أجل تنوير الرأي العام و صانعي الخريطة السياسية بأصواتهم الانتخابية حول ما حدث و لماذا حدث ..؟ و مَنِ المستهدفُ من وراء حدوثه ..؟
سيكونُ نوع من الغباءِ أن تتم مُقارَبة ما وقع مقاربةَ النَّعامَةِ للعواصفِ. هذه أحداثٌ أصبحنا نُمسي و نَستيقظُ على دوِيِّها و رجَّاتها، لكن سياسيونا يَصرُّون على احتقارها و استصغارها إمعانا في الاستخفاف بذكاءِ الرأْيِ العام. إن الخريطة السياسية لمغرب الغد تُحْسمُ بمواقفِ اليومِ. وإذا كان حزبُ العدالةِ و التنمية لا يُراهن فقط على الحفاظ على المائة و السبعة (107) مقعدٍ برلمانيٍّ، بل يطمحُ إلى إضافة مقاعدَ جديدةٍ إلى ذلك الرصيد، من أجل مواصلة ما يسميه بالإصلاح، خصوصا وهو يُسيِّرُ حاليا مُعظَم المُدنِ والجماعاتِ الترابيةِ، فعليه أن لا يَستهين بأودية الدم المُسالَة، وهو ليس دمُ ضفادعٍ، أو سِحلِّيَّات، أُرِيقَ دمُها ليلاً بعدما أعمتها أنوار السيارات، بل دماءُ شبابٍ هو ثمرةُ مَجهوداتِ الدولةِ في التربيةِ و التعليم؛ شبابٌ تقفُ وراءَه عائلاتٌ، بل أحيانا قبائلٌ ومداشرٌ ..!
لا نحتاج أن نذكر بأنه لم يسبق أن ضُرِب الأستاذُ في أي دولة أو نظام سياسي منذ تاريخ ظهور المدرسة كمؤسسةٍ تصُون الدولةَ و تحافظُ على استمرارها و رِيَّادتها. فسلامة جسم أسرة التربية و التكوين وعافية المدرسة الوطنية من سلامة وعافية الوطن، و تكسيرهما من تكسير زجاج واجهة هذا المغرب، مَنْبِت الأحرارِ و مَشْرقَ الأنوار.
*عضو الأمانة الإقليمية للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة – تاونات