تأكد ياوزيرنا في الاتصال أن زمن التحكم والوصاية على أمة الصحافيين والإعلاميين قد ولـى ..!
من غرائب الصدف أن يتمادى وزير الاتصال في حماسه من أجل تمرير مدونة الصحافة والنشر، في الوقت الذي تتعالى قيه الأصوات في الوسط الإعلامي والصحفي والحقوقي الرافضة لهذه الخطوة التي يوجهها الضغط الانتخابي والهاجس الأمني الذي انتهت مشروعية وجوده في الوطن بعد دستور 2011، الذي أوصل حزب الوزير إلى الحكومة الحالية.
لن نزايد من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي عبرت عن موقفها من مشاريع القوانين التي يريد السيد الوزير تمريرها عبر الأغلبية البرلمانية التي يمتلكها، وليس عبر التوافق والإجماع وسط المهنيين على الصياغة التي يتطلعون إليها، وقد فعلت فيدرالية الناشرين خيرا برفضها تزكية مهزلة المدونة التي يريد السيد الوزير فرضها على أمة الصحافيين والإعلاميين.
إن الظرف الراهن يفرض على الوزارة عدم المغامرة بهذه الخطوة المرفوضة من القاعدة الواسعة من المهنيين، فربما في التأخير والرهان على مشاركة ممثلي الصحافيين والإعلاميين ما يساعد على إنضاج الرؤيا القانونية والتنظيمية التي يتطلع الوزير إلى تحقيق السبق الحزبي فيها، في الوقت الذي لم يتجرأ من سبقوه إلى الوزارة إلى فرضها رغم الأغلبية التي كانوا يمتلكونها خلال فترات حكوماتهم السابقة.
مهما نشرح ونحلل خلفيات هذه المبادرة التشريعية المتسرعة سيعتبر رأينا مجرد مزايدة ومعارضة سلبية ما لم نقدم على البحث عن التهم الجاهزة لمواقفنا الواضحة والمسؤولة اتجاه مدونة الصحافة والنشر، وباقي المشاريع المرتبطة بها، التي تضمنتها مذكرتنا التفسيرية المرفوعة إلى الوزارة حولها، ومن العبث أن نذكر السيد الوزير بمضمونها .. وعليه أن يتأكد أن زمن الترويض والوصاية على أمة الصحافيين والإعلاميين قد ولـى في شروط العهد الجديد، الذي حرص فيه جلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه على التأكيد على ضرورة تكريم الصحافيين والإعلاميين، والارتقاء بأوضاعهم حتى يكونوا قادرين على القيام بواجبهم المهني الإخباري والرقابي .. وبالتالي، أن الوهم من فرض الأمر الواقع ولي ذراع المهنيين في المسألة القانونية التي اقترحتها اللجنة العلمية، والتي لا تحظى بموافقة جميع الأطراف المعنية يفرض على السيد الوزير التريث في تقديم المدونة حتى تناقش من قبل كافة المهنيين على المستوى الجهوي والوطني، وفي حالة العدول عن تمرير هذه المدونة سيكون السيد الوزير قد اختصر الطريق لتصحيح الخطأ قبل فوات الأوان، وسنكون في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في طليعة من سينوهون بهذا الموقف النقدي .. اللهم إن كان يعتقد أن موقعه الحكومي يؤهله ليفعل ما يشاء في أمة الصحافيين والإعلاميين، وهذا ما لا نريد أن يقع فيه انسجاما مع قناعتنا أنه يشاطر الجميع الشروع في الإصلاح والتحديث والتقنين في الاتجاه الذي يخدم تطلعات كافة المهنيين في الصحافة والإعلام.