
ضرورة تجديد الخطاب الديني (2)
المسلمون اليوم مطالبون بالنقد الذاتي وإعمال العقل والعلم في تصحيح الخطاب الديني والروايات، التي تشوبها جوانب النقص في اللغة والمضمون والمصدر، وتتطلب قراءة جديدة قادرة على التلاؤم مع طبيعة الحياة المعاصرة، خاصة في السنة النبوية المرتبطة بسياقها التاريخي ولاجتماعي والسياسي، الذي نسبت فيه للرسول (ص) الكثير من النصوص الغير الصحيحة، وكذلك الأمر بالنسبة للتفسير المتعلق بالنصوص القرآنية، التي لم يتمكن من تناولونها بالتحليل والشرح في تكييفها مع التحولات الجديدة، التي مر منها المسلمون في القرون الحديثة، التي تختلف جذريا مع ما عاشوه في فترة سياق نزول هذه النصوص القرآنية، ناهيك عن ضيق فرص الاجتهاد والتأويل، التي حاول فيها العلماء ورجال الدين القيام بذلك في فترات القهر السياسي والطبقي والاستعماري، التي مرت منها المجتمعات العربية والإسلامية
إن واقعنا الإسلامي والعربي يستدعي الصحوة الإسلامية التنويرية حتى يتمكن المسلمون من الحصول على الإجابات التي تطرحها أوضاعهم المرحلية، بما هي عليه من تخلف وقصور وفوضى وتراجع، عبر التعامل الموضوعي النقدي مع الخطاب الديني، الذي توظفه جماعات التطرف وأمراء الدم من كل الطوائف والحركات لفرض منظورها الانتقائي الظلامي للنصوص الدينية، التي تشرعن نشاطها الإرهابي، الذي يمس اليوم كل جوانب الحياة الإسلامية والعربية، والذي يستهدف إيقاف عملية التغيير والتحول والتحرر التي يجب أن يكون عليها المسلمون في هذه الظرفية التاريخية، التي لا مكان فيها لمن يريد أن يعيش على ثقافته العاجزة عن الحركة والتطور والتغيير، وعلى نمط عيشه الاقتصادي والسياسي والحضاري، الذي يفتقر إلى القدرة على التنافسية والإبداع والنقد
ختاما، نقول لمن بيدهم أمر الخطاب الديني في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عبر جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن المسلمين اليوم مطالبين بتجديد الخطاب الديني، وأن هذه المطالبة أصبحت تشكل ضرورة حتمية وإلا فقد هؤلاء المسلمون ما تبقى من مشروع الإسلام التحرري والإنساني والحضاري، الذي تمكنوا بواسطته من أن تكون لهم بصمات قوية وحية في تاريخ الحضارة الإنسانية، وأن هذا التجديد يجب أن يطال كل مقومات ومكونات هذا الخطاب الديني حتى تتمكن المؤسسة الدينية من استعادة دورها التأهيلي والحضاري، بدل أن تكون مؤسسة معرقلة لتحقيق الأهداف الأخلاقية والتربوية والحضارية، التي يدعو إليها الدين في مضمونه الأصلي، الذي وقف فيه المسلمون على ما اعترى النصوص الدينية في الديانات المسيحية واليهودية من نقائص وأخطاء جعلت الخطاب الإسلامي الديني أكثر غنى وتطورا وملائمة إلى أن وقع في أيادي وعقول وسلطة هؤلاء التحريفيين الأصوليين، الذين يريدون أن يكون في خدمة أهدافهم السلطوية والطبقية الواضحة
Facebookمشاركة عبر البريدطباعة