غير مصنف

رئيس الحكومة وقصته مع “مــول الخبــز” .. !

 

 

صورة لطيفة  وناذره في نفس الوقت، وخبر لطيف يتعلق بموضوع الخبز .. الصورة والخبر  يدخلان معا البهجة والسرور على قلب الإنسان، ويجعلاه ينسى هموم الدنيا الفانية .. نعم، استوقفا انتباهي في الصفحة الأولى من إحدى الجرائد اليومية، وفيها يستقل رئيس الحكومة المحترم السيارة وهو يقودها بنفسه في أحد شوارع المدينة .. لحظة، يقف ويصافح أحد المواطنين العاديين الذي كان بالمناسبة يقود عربة خبز .. أما تفاصيل الخبر فهي في السطور التالية: 

في جولة بشوارع المدينة الكبيرة المكتظة بالسيارات والراجلين، استقل السيد رئيس الحكومة سيارة قادها بنفسه، وأثناء مروره بأحد الشوارع، شاهد مواطنا يسير في الطريق وهو يقود عربة مملوءة بالخبز، توقف السيد رئيس الحكومة بالسيارة بجوار المواطن وسأله:

* كيف هي أخبار الخبز .. ؟

– رد المواطن: الحمد للـه بخير ..!

* فقال له السيد رئيس الحكومة: هل انتظرت طويلا أمام المخبزة للحصول عليه ..؟

– أجاب المواطن لا سيدي  .. الحمد للـه الخبز متوفر بكثرة ..!

انتهى الحوار بين المواطن ورئيس الحكومة (الذي يهمه كثيرا حال المواطنين ببلده)

لقد قرأت الخبر اللطيف أكثر من مرة، وأخشى ما أخشاه أن يصيب من سيطلع على مستهل موضوعي هذا ما أصابني، لأن في الحقيقة رئيس الحكومة لم يكن رئيس حكومتنا المغربي، بل انه رئيس حكومة بلد آخر الذي سعتم بشؤون المواطنين هو الذي قام بهذه المبادرة

ولنا أن نتساءل ونحن نعيش هذه الأيام  حريق الأسعار المشتعل في بلادنا، وبصورة متزايدة، هل فكر السيد رئيس حكومتنا، أو أحد الذين يدورون في فلكه في النزول إلى أرض الواقع لتفقد أحوال المواطنين، الذين قُهرت قدراتهم الشرائية، وأتت موجة الغلاء على أجمل ما في نفوسهم كبشر .. ليضعوا بالتالي حدا لارتفاع الأسعار الذي بات أمرا مقلقا ومرهقا، حيث طال فئات الشعب المحدودة الدخل، فما بالك بالذين لادخل لهم ولا هم (…؟)، لأنه إذا دقق المرء النظر في وجوههم (المواطنين) يجد ملامحهم كلها تجهم وعبوس .. ولسان حالهم يقول: ” اللهم إن هذا منكرا “، لأن كل ما هو صالح لزادهم اليومي تتناثر منه شرارات النار وأصبح أمر الوصول إليه ليس بالهين، وذلك من جراء ما أصبح يعرفه الثمن الذي لا استقرار له، بما فيها الخضراوات التي أصبحت الملاذ الأخير للمسحوقين، والمستلزمات الأخرى، من ملابس وخدمات إلخ ..

و واهم من يتخيل أن المالكين لزمام الأمور يعيرون أدنى اهتمام لهذه الحالة، أو يمكنهم أن ينزلوا من أبراجهم العاجية ليقفوا على هموم الشعب الذي على متنه وصلوا إلى مراكز القرار، وهذا يؤكد فشل هذه الحكومة في أداء واجبها نحو هذا الشعب الصبور الذي يتحمل في صمت، وفي خضم هذا الوضع القاتم، نجد الحكومة الموقرة يدر بخلدها أبدا ما قد يسببه هذا التعامل من دمار إن عاجلا أو آجلا .. كما أنها تناست الدور الأساسي الذي عهد لها لعبه والمتعلق أساسا بتوفير لوازم العيش الضرورية للمواطنين بأسعار تكون ملائمة للفتات الذي يتسلمونه آخر كل شهر كأجر على ما يبذلونه من مجهود جبار في العمل

ولأننا بشر نحتاج من حين لآخر إلى الابتسامة .. والسخرية .. لذا، نجدها فرصة لنرسم على شفاهنا ابتسامة في ظلمة مستنقع الفساد والظلم لنطلقها صرخة مذوية تحمل السؤال التالي : “هل مثلا يستطيع السيد رئيس حكومتنا المحترم الاقتضاء بالفعل الذي أقدم عليه رئيس الحكومة الذي قرأنا خبره في الجريدة ..؟ الجواب لا .. وذلك لأسباب متعددة، منها على سبيل المثال، أن السيد رئيس الحكومة لا يجرأ على مواجهة المواطنين، الذين تعاهد معهم على الكثير من الأمور إبان الحملة الانتخابية التشريعية التي أوصلته إلى كرسي الحكم، ولم يف سيادته بوعوده، ثم أنه لم يعمل بتاتا على تطبيق برنامجه الانتخابي، ولازالت جموع المواطنين تنتظر ما جاء في التصريح الحكومي

ولهذه الأسباب و من أجلها، يتوجب على المواطنين المغلوبين على أمرهم أن يتوجهوا إلى خالقهم بالدعاء التالي : ” اللهم لا نرجوا رد القضاء .. ولكن، نرجوا اللطف فيه ” وينتظروا حدوث معجزة ولو أن عصر المعجزات قد َولّى .. إذن، نريد أن نقول بعبارة صريحة، عليهم بالصبر ما دام أن الصبر مفتاح الفرج، ولعل اللـه يحدث بعد ذلك أمرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق