العندليب الأسمر وحبه لأسلوب التغيير ..!
كان عبد الحليم حافظ (العندليب الأسمر) في حياته يعشق التغيير حتى الجنون .. فكان لما يحالف النجاح أحد الأعمال التي يقدمها، يعمد بسرعة إلى تقديم نوع آخر مخالف لسابقه .. وقد كان هدفه من نهج سبيل التغيير من حين لآخر هو (تلوين) أعماله حتى لا يملها المتلقي من جهة، وحتى لا يحكم على نفسه بالعيش في الروتين الممل من جهة ثانية
للإشارة، كان التغيير يشمل كل حياة العندليب، بما فيها الفنية والشخصية، بحيث من ولعه بالتغيير، ذهب إلى تغيير بعض البيانات في جواز سفره، فيما يخص المهنة .. وغير كذلك تاريخ ميلاده .. أما عن تغيير محل سكناه فحدث ولا حرج
ومن الطرائف التي عاشها عبد الحليم حافظ مع حبيبه (التغيير)، أنه ظل يتعامل مع حلاقه الوحيد، وقبل أن يبدأ تصوير فيلم “أبي فوق الشجرة” فوجئ بسفر الحلاق، فلم يجد بدا من تغييره هو الآخر ب. محمود لبيب، الذي أحدث تطويرا كبيرا لشكل تسريحة شعر العندليب الأسمر .. الشيء الذي جعله يستمر معه حتى وفاته
فهلا فكر الفنانون المغاربة في جميع مجالات الفن ببلادنا في تغيير أساليبهم في العمل ليعطوا أكثر ويتخطوا حالات الجمود التي يعرفها الميدان الفني ..؟ لأن الناس تحب الفنان لعدة أشياء .. موهبته .. سيرته وتعامله مع الآخرين .. ويحبون فيه أيضا أن يكون جاهدا من أجل تطوير عطائه .. لأنه لا أمل في مجتمع قوي ناضج بدون ثقافة قوية وفن قوي قادرين على مواكبة التقدم ومسايرة ركب التطور ..
ولا وجود للثقافة إلا من خلال المثقفين القادرين على الإبداع والابتكار ..!
ولا وجود للفن إلا من خلال فنانين مبدعين قادرين على العطاء، ومتوفرين على حس وطني يدعوهم إلى العمل لمصلحة الوطن وليس لمصالحهم الشخصية ..!
بالمناسبة، التغيير يساعد الفنان على تقييم أعماله من جديد، بحيث يقوده التغيير إلى تجربة جديدة تجعله يجدد استراتيجيته ويتستى له تصحيح الأخطاء