صورة لطيفة وناذرة في نفس الوقت، وخبر لطيف يتعلق بموضوع الخبز.. يدخل البهجة والسرور على قلب الإنسان، وينسيه هموم الدنيا الفانية، استوقفا (الصورة والخبر) انتباهي في الصفحة الأولى من إحدى الجرائد اليومية، وفيها يستقل رئيس الحكومة السيارة ويقودها بنفسه في أحد شوارع المدينة وهو يصافح أحد المواطنين العاديين الذي كان بالمناسبة يمسك بيده خبزا .. أما تفاصيل الخبر فهي في السطور التالية:
في جولة بشوارع المدينة المكتظة بالسيارات والراجلين، استقل السيد رئيس الحكومة سيارة قادها بنفسه، دون أن يرافقه أحد .. وأثناء مروره بأحد الشوارع، شاهد مواطنا يسير في الطريق ويحمل في يده خبزا، توقف السيد رئيس الحكومة بالسيارة بجوار المواطن وسأله:
* كيف هي أخبار الخبز.. ؟
* رد المواطن: الحمد للـه بخير ..!
* فقال له الرئيس: هل انتظرت طويلا أمام المخبزة للحصول عليه ..؟
* أجاب المواطن لا .. الحمد للـه الخبز متوفر بكثرة ..!
انتهى الحوار بين المواطن و رئيس الحكومة الذي يهمه كثيرا حال المواطنين ببلده ..!
لقد قرأنا الخبر اللطيف أكثر من مرة، ونخشى ما نخشاه أن يصيب من سيطلع على مستهل موضوعنا هذا ما أصابنا، لأن رئيس الحكومة لم يكن عزيز أخنوش، بل إنه رئيس حكومة “برانية” هو الذي قام بهذه المبادرة
ولنا أن نتساءل ونحن نعيش هذه الأيام حريق الأسعار المشتعل في بلادنا، وبصورة متزايدة، هل فكر السيد رئيس حكومتنا، السيد عزيز أحنوش، أو أحد الذين يدورون في فلكه في النزول إلى أرض الواقع لتفقد أحوال المواطنين، الذين قُهرت قُدراتهم الشرائية، وأتت موجة الغلاء على أجمل ما في نفوسهم كبشر ..!
الحديث عن ارتفاع الأسعار، الذي بات أمرا مقلقا ومرهقا، حيث طال فئات الشعب المحدودة الدخل، فما بالك بالذين لا دخل لهم ولا هم يفرحون .. ؟ لأنه إذا دقق المرء النظر في وجوههم يجد ملامحهم كلها تجهم وعبوس .. ولسان حالهم يقول: ” اللهم إن هذا منكرا “، لأن كل ما هو صالح لزادهم اليومي تتناثر منه شرارات النار .. فكل المواد الاستهلاكية الأساسية التي هي الملاذ الأخير للمسحوقين كل يوم تصبح بسعر جديد، وقد أصبح أمر الوصول إليها ليس بالهين .. وذلك، من جراء ما أصبح يعرفه الثمن الذي لا استقرار له، بالإضافة إلى المستلزمات الأخرى من ملابس وخدمات ..!
