حكومة بايرو الجديدة: رؤية جديدة وسط تحديات معقدة
فرنسا – عبد الرحيم مالكي
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أمس الإثنين 23 ديسمبر 2024 عن تشكيل حكومته الجديدة بعد أيام من المفاوضات المكثفة مع مختلف التيارات السياسية .. تأتي هذه الحكومة في وقت حساس تمر فيه فرنسا بأزمات اقتصادية واجتماعية، مما يزيد من أهمية الاختيارات الوزارية لتحقيق نتائج ملموسة
وبهذا الخصوص، فقد استمر جيرالد دارمانان في قيادة وزارة الداخلية، حيث ينتظر منه مواصلة التعامل مع الملفات الأمنية الحساسة ومواجهة التحديات المتعلقة بالإرهاب والجريمة المنظمة .. على الجانب الآخر، تسلمت إليزابيث بورن وزارة العمل، وهي معروفة بخبرتها في القضايا الاجتماعية وتعول عليها الحكومة لدفع إصلاحات التقاعد وتنشيط سوق العمل، فيما يتعلق بالشؤون الدفاعية، حافظ سيباستيان ليكورنو على منصبه وزيرًا للقوات المسلحة، حيث من المتوقع أن يعزز دور فرنسا في الشراكات الدفاعية الدولية .. وفي السياسة الخارجية، تولى جان نويل بارو وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، مع التركيز على تحسين علاقات فرنسا مع الاتحاد الأوروبي وتعزيز حضورها العالمي
في المجال الثقافي، بقيت رشيدة داتي وزيرة للثقافة، وهي معروفة بدعمها للمشروعات الثقافية الكبرى، فيما كُلفت اني جنيفارد بوزارة الزراعة والسيادة الغذائية، لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والتغير المناخي .. أما اينيس بانييه روناشر استمرت في وزارة التحول البيئي، مع اهتمام خاص بالانتقال نحو الطاقات المتجددة وتقليل انبعاثات الكربون .. أما وزارة الاقتصاد، فقد أسندت إلى إريك لومبارد، الذي يحمل على عاتقه مهمة التعامل مع التضخم، والبطالة، وتحفيز الاستثمارات الصناعية والرقمية
في حين أن ماري بارساك، التي تولت وزارة الرياضة والشباب والجمعيات، ستركز على تعزيز مشاركة الشباب في المبادرات الاجتماعية، وفي وزارة العمل العام والخدمة المدنية، يعمل لوران ماركانجلي على تحسين أداء القطاع الحكومي وتطوير كفاءته .. كذلك، تضم الحكومة وزراء منتدبين لتقديم الدعم في مجالات حساسة، مثل باتريك مينيولا للعلاقات مع البرلمان، وأورور بيرجي للمساواة بين الجنسين ومكافحة التمييز، وصوفي بريماس التي تعمل كمتحدثة باسم الحكومة
في مجالي الصحة والتعليم، شملت التشكيلة فيليب بابتيست كوزير منتدب للتعليم العالي والبحوث، ويانيك نويدر كوزير منتدب للصحة، وكلاهما معنيان بتطوير القطاعات التي تعاني من ضغوط متزايدة، كما تولت شارلوت بارمنتييه ليكوك وزارة الاستقلال الذاتي والإعاقة، لتوفير حلول ملموسة لتحسين ظروف هذه الفئات
تعتبر الحكومة الجديدة اختبارًا حقيقيًا لرؤية فرانسوا بايرو في مواجهة أزمات البطالة، التضخم، وتحديات التحول البيئي والاجتماعي .. وفي أول تصريح له، أكد بايرو أن تشكيلته تسعى لتوحيد صفوف الفرنسيين والعمل على إعادة الثقة بين الحكومة والمواطنين، مع التركيز على الإصلاحات الحقيقية والقضايا التي تهم الجميع .. أما بالنسبة للفرنسيين فهم الآن يترقبون الإعلان عن الخطط التنفيذية للحكومة في مواجهة هذه التحديات، في وقت يعد حاسمًا لاستقرار البلاد ومستقبلها