أخبارجماعات و جهاتنافذة على الثقافة و الفن

كرنفال إمعشارن بتيزنيت .. تكرار بلا إبداع ..!

بواسطة – عبد اللـه بوعيسى

تحت سماء تيزنيت الصافية وفي ساحة المشور، يعود كرنفال إمعشارن ليدخل من جديد إلى المشهد الثقافي للمدينة في احتفال كان ينتظر منه أن يكون استثنائيا، إلا أن هذه العودة لم تحمل معها أي جديد، ليظل الكرنفال عالقا في دائرة التكرار، فكثير من سكان تيزنيت، وكذلك الزوار الذين تجذبهم المدينة بجمالها وثقافتها الغنية، كانوا يأملون في رؤية تجديد في هذا الكرنفال العريق، ومع أن هذا الحدث الثقافي يحمل في طياته تراثا عميقا وتقاليد راسخة، إلا أن التحليق في أفق الإبداع والابتكار بدا غائبا هذا العام، ولأن الكرنفال هو مناسبة لتكريم التراث والتقاليد، فمن المؤسف أن تكرار نفس العروض ونفس الفقرات دون إدخال لمسات جديدة أو عناصر مبتكرة قد يجعله يفقد بريقه تدريجيا .. فنحن لا ننكر أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية .. ولكن، التكرار بلا تجديد يجعل الحدث يبدو وكأنه مجرد واجب سنوي، بدل أن يكون احتفالا ينبض بالحياة والتميز

أشاطرك الرأي عزيزي القارئ بأن إمعشارن وكما يعرف الجميع، يحمل رمزية خاصة ترتبط بتاريخ المدينة وتقاليدها .. ومع ذلك، فإنه بحاجة إلى تطوير ينسجم مع روح العصر ومع تطلعات الأجيال الجديدة التي تبحث عن التجديد والإبداع في كل جوانب الحياة، لأنه كان من الممكن أن يكون الكرنفال هذا العام فرصة لإدخال عناصر جديدة تحافظ على الجوهر التاريخي، وتضيف في نفس الوقت نكهة معاصرة تليق بمستوى تطلعات السكان والزوار، وأعيدها مرة أخرى، أن مسيري كرنفال إمعشارن لا يجب أن يقفوا عند حد التكرار، بل يجب أن ينظروا إلى المستقبل ويفتحوا الباب أمام الأفكار الجديدة والمبدعين الذين بإمكانهم تحويل الكرنفال إلى حدث يترقبه الجميع بشغف كل عام

صدقني عزيزي القارئ، عندما أقول لك أن كرنفال إمعشارن يحتاج إلى نفس جديد يبعث فيه الحيوية والإبداع، لأن الحفاظ على التراث لا يعني الجمود، بل هو دعوة مفتوحة لتجديد هذا التراث وإعادة تشكيله بطرق تحترم الماضي وتحتفي بالمستقبل، وأتمنى أن يكون هذا المقال البسيط سببا يدفع بالقائمين على كرنفال إمعشارن إلى تطويره  ليصبح حدثا ثقافيا رائدا يتجاوز التكرار ويرتقي إلى مستوى تطلعات الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق