أخبارملفات و قضايا

الحصيلة الحكومية التي يترقبها المواطنون ليست “بتعمار السوارج” حول خطابها الليبرالي الزائف

ماذا قدم رئيس الحكومة عن حصيلة حكومته في الجلسة البرلمانية التي طغى عليها التوجه الليبرالي، الذي جسده تمكن الحكومة من الزيادات في الأجور وإيقاف إضراب رجال ونساء التعليم، والشروع في ترتيبات الدولة الاجتماعية .. وقد فشل رئيس الحكومة في إقناع النواب بالجدوى التنموية في سياسته رغم محاولات الناطق الرسمي باسم الحكومة في الرهان على الخطاب الشعبوي التهريجي، الذي لم يتحدث فيه عن سياسة الحكومة في وقف غلاء الأسعار وتعميم الحاجيات الاستهلاكية للمواطنين

تحدثت الحكومة باسم رئيسها، عن كل شيء، إلا الصدق في توجهها الليبرالي، الذي لم يره المواطنون على الأرض، كما تطبقه الدول الغربية المتقدمة .. وقد بدا رئيس الحكومة في الجلسة أمام البرلمان، أكثر انشراحا بعد اتضاح عجز المعارضة على إيقافه من الشعور بنشوة الانتصار وتوغل خطاب المعارضة السلبية لدى رؤساء فرق المعارضة، التي لم تكن تتوفر على لغة الإقناع في تقديم اقتراحاتها البديلة أكثر من الخلط والاضطراب، سواء في الانتقادات أو تقديم الاقتراحات، وظهر ذلك جليا، في إيجابات رئيس الحكومة التي طرحت الأوراش الكبرى بلغة الاستعداد على إنجاز برنامجها الانتخابي، الذي فشل الناطق الرسمي في التسويق له خلال الجلسة البرلمانية

بالفعل، تحدث رئيس الحكومة عن الحصيلة الثقيلة، التي واجهت بها حكومته الاحتقان الاجتماعي وتزايد الغضب الشعبي على سياستها، التي توجتها بالاتفاق مع النقابات على الحوار الاجتماعي لمعالجة الملفات المطلبية المطروحة، وإقناع الأحزاب على تقديم التنازلات من أجل استمرار الحكومة في الاستجابة لمطالب المواطنين .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن حكومة أخنوش ما تزال عاجزة على طمأنة المواطنين في الخدمات أو الحاجيات وإصرارها على السير في نهج الحكومات السابقة، التي حاولت دغدغة مشاعر المواطنين فقط،  والتمسك بالخطاب المألوف عن البرامج والوعود التي لا يمكن إنجازها

لمس المواطنون والمتتبعون لجلسة المساءلة البرلمانية للحكومة، أن حكومة أخنوش الموقرة كانت في مستوى تحد المعارضة، وفي إرسال المؤشرات الإيجابية في نظرها .. خصوصا، بعد دعم الإعلام الموالي لها في الإشادة بمنجزاتها التي لم تر النور بعد في القطاعات الأكثر حساسية بالنسبة للمواطنين، الذين لا زالوا يترقبون تغيير هذا الخطاب بما يمكن الرهان عليه في نجاح السياسة الحكومية الليبرالية لغة فقط .. ونظن، أن قطاعات السكن والصحة والتعليم والشغل والاستهلاك الاقتصادي لا زالت تحتاج إلى الجهد الحكومي التنموي الذي يحتاج إليه المغاربة لمواجهة القهر الاقتصادي، الذي تتضح معالمه بقوة في حياة الفئات الأكثر هشاشة وفقرا

إن المهزلة واضحة في الجلسة البرلمانية، وعلى الحكومة وأغلبيتها والمعارضة تغيير المسار ودعم رئيس الحكومة في تطوير حصيلته التنموية من خلال مساهمة اللجن الحكومية والبرلمانية، بما يستطيع به الإعلان عن نجاحاته التي لم تتحقق وفق النهج الليبرالي، وتنتظر الوضوح والالتزام من قبل الجهات التي تسهر على تنفيذها .. وهذا، ما يسمح بتخفيض لغة “تعمار السوارج“، التي يعتمد عليها الناطق الرسمي في الإيجابة عن الأسئلة والملاحظات اتجاه السياسة الحكومية من الناحية القطاعية والشمولية .. ولنا الأمل في اقتناع الحكومة بواجباتها التي تعبر عنها بالتواصل مع المواطنين و المعارضة فلي مثل هذه الجلسات الحوارية الدستورية      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق