أخبارجماعات و جهاتمتفرقات

من وراء قذف مفوضية اليوسفية بزجاجات المولوتوف ..؟‼

ذ. يوسف الإدريــــسي

حدث رشق واستهداف مقر المنطقة الأمنية الإقليمية بمدينة اليوسفية بواسطة الزجاجات الحارقة  (المولوتوف)، لا يجب أن يكون حدثا عابرا، بالنظر إلى رمزية المقر الأمني، وأيضا باستحضار الانفلاتات الأمنية التي وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية بمختلف الأحياء الشعبية، التي عادة ما تشهد حركة شبابية ملحوظة، فضلا عن ظاهرة السياقة الاستعراضية بالدراجات النارية والتي تسببت في حوادث مروّعة، مما يجعلنا أمام ظاهرة مجتمعية تستحق النقاش والتحليل والتركيب

ولأن هيآت المجتمع المدني غائبة عن المشهد منذ سنوات، إلا عن مشاهد الدعم والحضور الشكلي في المواسم والمناسبات، فإنه جاز للفاعلين الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، طرح السؤال تلو السؤال عن أسباب ومآلات هذا السلوك الإنساني الغريب عن بيئة مثل بيئة المجتمع اليوسفي المعروفة على امتداد عقود وسنوات بالسلم والهدوء

هذا الانحراف الاجتماعي في صفوف الشباب، وارتفاع منسوب قابلية ارتكاب العنف على النفس وعلى الغير، سواء العنف الجسدي أو العنف اللفظي، كل ذلك مرده بالأساس إلى انسداد الأفق واندثار بوادر الأمل عند هؤلاء الشباب، بالضبط حين يشاهدون مجلسا جماعيا يقدم الوعود ولا يفي بها، ويقف على مبادرات شبابية تنموية .. ومع ذلك، لا تفرز هذه المبادرات نتائج على الأفراد وعلى الجماعات .. وحين تكون البطالة مستشرية والبطون جائعة، فحتما هذه البطون لن تسمع الآذان

هكذا، فهل نلوم هؤلاء الشباب ونعاتبهم على سلوكاتهم غير المبررة، ونقسو عليهم أكثر مما قسا عليهم الزمن وقسا عليهم الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي ..؟‼ أم المفروض علينا جميعا تغيير زاوية النظر بهدف حسن تشخيص الأزمة الراهنة، من خلال طرح سؤال الجدوى من وجود أحزاب وجمعيات ومؤسسات الدولة، إن لم تكن تهتم بتأطير الشباب وتوجيه بوصلتهم نحو الاتجاه السليم، حتى نساهم في تقليص منسوب الإحساس بالدونية، في مدينة للأسف تغذي ملامحها هذا الإحساس

هل سنكون منصفين، إذا اكتفينا بالمقاربة الأمنية وحدها، وتوجيه أصابع الاتهام إلى هؤلاء الشباب، مقابل غض البصر عن المسؤولية الجماعية للمسؤولين المحليين، دون أن نسائلهم عن مآلات دعم الشباب المقاول وعن فضاءات الباعة الجائلين وعن محلات الحي الصناعي، وعن تصريفات مبادرة (INDH)، وعن حملات التشغيل بمختلف المؤسسات والمكاتب الوطنية والشركات ذات المسؤولية المجتمعية، إلى غير ذلك من هذه المبادرات

وهل سنكون موضوعيين، إن لم نسائل الأحزاب السياسية عن آلياتها في الإدماج السياسي وعن خططها واستراتيجياتها في استيعاب هؤلاء الشباب الذين يتذكرونهم فقط كل ست سنوات، حتى إذا انتهت الحملة الانتخابية انتهى معها كل شيء يجب أن نعترف بأن العنف والانفلات سببه الحرمان والخذلان ممن يُفترض فيهم توفير الدفء والاحتضان .. على الأقل هكذا يجب أن نطرح صيغة السؤال حتى لا يتيه منا الجواب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق