عبد اللطيف داود
ساد جو من الحزن والأسى، أرجاء قاعة جنة بلاص طريق مرتيل بتطوان، مساء يوم الجمعة 25 من شهر دجنبر 2015، أثناء مناسبة أليمة لتابين الراحل محمد علي حامد في ذكراه الأربعين لوفاته بمدينة سبتة المحتلة .
حضور وافر لفعاليات المجتمع المدني من المغرب واسبانيا، متمثلة في رؤساء وممثلي الجمعيات والهيئات والمنظمات الحزبية بكل أطيافها وانتماءاتها، حضور كذلك للجسم الصحفي المحلي والجهوي والوطني، الذي كان في اتصال دائم وتعاون قائم مع الراحل محمد علي حامد، الذي كان يعتبر بنك معلومات ومصدر الخبر اليقين، مع غياب واضح للسلطات المحلية والمسؤولين.
أصدقاء ومعارف الحاج محمد علي حامد البهلولي، حضروا بكثافة، حيث خيم عليهم الألم، وأطبق فوقهم السكون المريب، بعدما عهدوا في مناسبات خلت تبادل أطراف الحديث مع الفقيد، الذي كان يحضر أغلب المناسبات واللقاءات إن لم نقل كلها، محاضرا ومشاركا، وناقدا وموجها، أصدقاءه أثثوا القاعة الفسيحة، وتناثروا هنا وهناك غير مصدقين لما جرى ووقع، متأملين وهم في حيرة من أمرهم .
المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على لسان ممثلها، وصفت الرجل بالصادق النزيه، وصاحب المواقف الصلبة والجريئة، دافع باستماتة وكل ما أوتي من قوة على مدى حياته، من أجل استرجاع مدينتي سبتة ومليلية، ووقف سدا منيعا ضد كل المناورات المغرضة واليائسة لأسبنة هاتين المدينتين السليبتين، ووقف في وجه من أراد طمس الهوية المغربية عنهما.
وكشف محمد الملاحي، رئيس جماعة واد لو وبرلماني مدينة تطوان، عن مناقب الرجل وخصاله، حيث عرف بالأخلاق العالية، وتحليه بالسلوك الحضاري، وتشبعه بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ونشر أفكاره وتعاليمه، بعدما أسس هيئة :هي جماعة مسلمي سبتة، وعمل على التعريف بمبادئ الإسلام وقيمه النبيلة، مشيرا إلى أن فقدانه، يعد خسارة كبيرة لأهله وأصدقائه ووطنه.
ممثل الفيدرالية الإسلامية بمساجد مدريد، قال بأن كل أصدقاء الراحل ومعارفه بإسبانيا والدول المجاورة، ينتابهم ألم بالغ وحسرة لا توصف، من جراء خسارة هذا الرجل الشهم الشجاع .. الذين يكنون له كامل الاحترام والتقدير، نظير عمله الوطني الكبير، ومواقفه الشجاعة، والتي لا تساوم وليس لها ثمن .
زين العابدين الحسيني، الأستاذ الجامعي والباحث، صديق الراحل، لفت انتباه الحضور لسمات الفقيد الناذرة، ومبادئه الحرة النزيهة ووطنيته الصادقة، كونه من القلائل من لا زال يدافع عن مغربية المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية إلى أن لقي ربه، بدون مقابل أو مساومة أو مصلحة، واقترح، ذ. زين العابدين إطلاق اسم محمد علي حامد على مكان بالمدينة “شارع أو ممر أو مدرسة
من جهته، عرج بنهميج صديق الراحل، على مشاركات الفقيد في كل اللقاءات والمناسبات والمحاضرات والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية والتضامنية، وعرض تاريخه النضالي الحافل لاسترجاع سبتة ومليلية والثغور المحتلة، مشيرا إلى أن محمد علي، يعد نجما سطع في سماء سبتة، التي أحبها حتى النخاع، فوهب لها حياته، وكرس لها وقته، وأنفق عليها ماله، وذرف عليها دموعه، فكانت سبتة وقضاياها شغله الشاغل، وعمله اليومي الذي لا ينتهي، إلى أن لبى نداء ربه .
وقدم رئيس بلدية واد لو البرلماني عن تطوان هدية إلى أسرة الفقيد، كعربون محبة واعتراف بالجميل، نيابة عن ساكن ولاية تطوان، وتكريما لهذا الرجل المناضل الكبير، الذي أبلى البلاء الحسن، وأسدى الكثير وشرف المغرب والمغاربة داخل وخارج الوطن .