رسالة من طفلة مغربية إلى ذوي المناصب الجديدة .. أنا أمانة بأعناقكم .. !
حنان الشاد
هذه التدوينة لن تتضمن قراءة للانتخابات الجماعية والجهوية 2015 ، ولن تتفلسف في تحليل النتائج التي أسفرت عنها صناديق الاقتراع، ولن تعير أي اهتمام للمناصب ولا مكاسب الأحزاب التي كانت في صراع عويص فيما بينها، وحرب شرسة من أجل الحفاظ على عبارة”البقاء للأقوى”.
هذه رسالة مشاهدها ممنوعة عن رؤوس اللوائح التي فرضت نفسها بتاكتيكات محكمة أو غير محكمة، عن المتجهين حاليا نحو تولي مناصب رئاسة البلديات والجماعات وتسيير الجهات.
تعددت الكعكات في المجامع والمحافل إلا أن المذاق يختلف من منطقة إلى أخرى، وحسب نوعية المكونات التي صنعت بها .. أأصلية هي أم اصطناعية ..؟
المسلسل الانتخابي ذهبت حلقاته بين قول وفعل، بين مضامين قوانين تنظيمية وبين تفعيل لها على أرض الواقع، والغبي في الموضوع هو المواطن الذي تعود مشاهدة المسلسلات بشتى أنواعها، وبمختلف اللغات، دون ملل حتى وربما قد يعيد نفس المسلسل مرات عدة .
السياسات “التكليخية” التي يمارسها الإعلام المرئي على طول الأعوام بتواطؤ مع جهات معينة، يأتي الآن بسياسة جديدة تنويرية وتحكم في أقل من أشهر معدودة على صحوة مفاجئة لبعض الضمائر وعلى وعي سياسي للمواطنين.
النقلات النوعية التي يتحدثون عنها كالمد والجزر في بلادنا .. فالطبيعية يتحكم بها القمر والمتداولة حاليا تتحكم بها الضوابط الدينية والعلمانية واليسارية .. لكن، لا حرج على فئة مستضعفة مورست عليها سياسات التجويع من أجل استغلالها عند الحاجة، فكما يقول المثل المغربي( جوع الكلب يتبعك).
أين هو التغيير الذي يتحدثون عنه ..؟ آه .. تقديم لوائح بتمثيلية شبابية ونسائية مهمة في المدن الكبرى وبعض من هذه التمثيلية في المدن الشبه مهمشة، هذه الأخيرة التي يحكمها قانون الغاب والاستعباد والجشع واللهفة والتشبث بالكراسي وتحقير المرأة إلى درجة الاستغلال المادي والمعنوي.
عن أي ديمقراطية تتحدثون أيها المسؤولون كل من موقعه السياسي أو الحكومي ..؟ الجميع يعلم أن الشمس مغطية بالغربال، لكن خوفا من الخوف نفسه وتداعياته لا مجال لأي أحد تنفس الصعداء أو الخروج إلى الشارع احتجاجا على فبركة الواقع والفيدباك الممارس مرة أخرى.
ويكثر الحديث عن تجديد الثقة، هل كانت الثقة سابقا حتى تتجدد ..؟ نحن في حاجة لتجديد العقليات أولا وتحسين الأوضاع الداخلية داخل الهياكل الحزبية والسياسات الحكومية، نحن في أمس الحاجة للإصابة بمرض الزهايمر لمدة 5 سنوات حتى نتمكن من تجديد الثقة التي يتفنون في الحديث عنها.
وماذا بعد تولي المناصب، إن كان مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة شعارا يوميا يجب أن ينطلق من الشخص نفسه في حياته اليومية حتى يتمكن من ممارسته في استراتيجيات تدبير شؤون المواطنين لأربع أو خمس سنوات نافذة ..؟
وأما الجهات الجديدة الحالية ليست سوى تقسيم استراتيجي سياسيا واقتصاديا وثقافيا للمغرب على شكل دويلات صغيرة .. هذا الأصل في الموضوع، لكن ماخفي أعظم.
قريبا سنشهد مراحل جديدة في بلادنا ربما سيستعصي على انبغ المحللين وأكفأ الأباطرة السياسيين في حل لغزها الذي سيزرع ورودا على الجنبات ويحصد الأشواك الموقوتة على عتبات البيوت البسيطة المهمشة لتثار ضغينة النسائم الجنوبية نحو ثورة إنسانية من نوع آخر تكتسح الملة والذمة في مشهد من العصيان والعقوق.
قبل التحالف من أجل التحالف والسيطرة .. وقبل المعارضة من أجل المعارضة في اتجاهها المعاكس، الطفل اليتيم المتكفل به مواطن اليوم أمانة بأعناقكم، ووطننا الحبيب مسؤولية سامية وصعبة يجب اختيار الأشخاص المناسبين للقيام بها والحفاظ على وحدته وتوازناته المادية والبشرية.
إما الوحدة من أجل مصلحة الشعب والوطن، يا إما السير في جنازة المبادئ والضمير والخيانة التي ضحيتها في آخر المطاف أطفال أبرياء بعمر الزهور يحلمون بحياة أفضل من التي عاشها آباؤهم وأجدادهم.
والأيام القادمة ستشهد على نفس المشهد (ولخبار يجيبوه التوالا إيلا بقينا غي حوالا).
عن الزميلة