في إطار فعاليات مهرجان العيطة الجبلية الرابع بتاونات، الذي حضرته النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بدعوة من عمالة الإقليم، زار وفدها الذي تشكل من الأمانة الإقليمية والجهوية والوطنية للنقابة عين بوعادل التي تبعد عن مدينة تاونات ب. 40 كلم، وهي عبارة عن عين طبيعية تشكل منتجعا سياحيا يصل صبيبها إلى 300 لتر في الثانية .. يتراوح عدد زوارها بين 2000 و3000 زائر، وتتميز بطابعها الجبلي وتمثل أحد مشاريع التنمية الرئيسية لجماعة بوعادل إذا ما توجهت برامج النخب التي ستديرها جماعيا نحو الهدف، والواضح أن هذه العين في تاونات كما غيرها في بقية العيون الطبيعية التي تمتلكها المناطق الجبلية في المغرب يمكن أن تكون قبلة للسياحة الداخلية للمغاربة طيلة السنة، إن وضعت ذلك وزارة السياحة ضمن أولوياتها، وفي هذا الإطار، نثير انتباه السيد وزير السياحة إلى أن الوطن يتوفر على المؤهلات الطبيعية والتاريخية التي يمكن أن تكون قاعدة لنهضة السياحة الخارجية والداخلية إن وجه سياسة وزارته واستفاد مما يطرح عليه في هذا المجال، حيث يمكن أن يحقق المغرب الطفرة الاقتصادية السياحية المنتظرة في أقرب الآجال، وفي عين بوعادل خاصة، لاحظ وفد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، المجهود الملموس الذي تبذله العمالة والجماعة لفك العزلة عن هذه الجماعة ومنبعها الطبيعي، ونتمنى إنجاز ما تم رصده من مشاريع لتحسين ظروف الجماعة وتطوير قطاع السياحة الداخلية فوق ترابها.
إن تحدي بلوغ 10 ملايين سائح ممكن الوصول إليه في نظرنا كنقابة مستقلة للصحافيين المغاربة، بل يمكن تجاوزه ومنافسة الدول التي تتوفر على سياحة قوية في اقتصادها، لما يمتلكه المغرب من مؤهلات متنوعة وغنية في هذا المجال على امتداد جغرافية الوطن، كما يمكن لقطاع السياحة أن يكون رائدا في التشغيل والتنمية الجهوية والجماعية بكل المواصفات الملموسة في الدول التي تطورت سياحتها بدون المؤهلات التي يمتلكها قطاع سياحتنا، ناهيك عن ضرورة امتلاك الوزير الوصي للبرنامج السياحي الذي يحظى بالثقة والمصداقية من قبل الفاعلين والمهتمين وحتى خصوم حزبه السياسيين.
إن السياحة الإيكولوجية أصبحت في السياحة الاقتصادية للدول اليوم في الفترة المعاصرة من الموارد الاقتصادية الهامة التي يمكن الرهان من خلالها على تحقيق التطور في الاقتصاد على ضوء الحكامة في تدبير الموارد والوسائل السياحية المتوفرة، وما أكثرها في المغرب، إذا ما وجدت من يحسن استغلالها وتسخيرها للنهوض بالتنمية في الوطن التي لا زالت تدار منذ عدة عقود بسياسات لا ترقى حتى إلى الحديث عنها، فبالأحرى تناولها عبر الحكومات الحزبية والتكنوقراطية، ونأمل أن تصل هذه الشفرة العلنية إلى من يهمهم أمر تطور وازدهار السياحة في المغرب التي لا تفتقر إلى ما ساعد الدول الراقية في السياحة، سواء في أمريكا الشمالية أو أوربا أو آسيا، وللوزير الوصي واسع النظر في البحث في موضوع السياحة الداخلية للمغاربة أولا، الذين يستحقون الاستفادة من خيرات وجمال وطنهم قبل غيرهم، وسيلاحظ عن قرب ما يمكن أن يحدث في قطاع السياحة إن روعيت حقوق المغاربة وكانت أسعار الإقامة والنقل في متناولهم صوب جميع الوجهات السياحية الوطنية.
زر الذهاب إلى الأعلى