حتى نكون كالنقابي والصحفي المصري ” محمد مكرم “
لم يكن وراردا شخصنة الحوار عن الممارسة المهنية للصحفي والنقابي في مشهدنا الوطني والعربي والعالم ثالثي، لولا ما أورده برنامج “مانشيت” في قناة “أون تي في” المصرية، يوم 29 مارس 2015، عن تحركات الصحفي والنقيب المصري ” محمد مكرم ” في المركز الصحفي للقمة العربية بشرم الشيخ، بحثا عن المعلومات التي يحتاجها في تغطية حدث القمة، فكانت الصور التي نقلتها القناة عن الصحفي النقيب معبرة لمن يريد أن يستمر في مغامرة الممارسة الصحفية المهنية من الأجيال الجديدة .. فصحفينا النقيب لم يعد عمره يسمح له بهذه التحركات، كما أن تاريخه النضالي والمهني يعفيه من القيام بهذه المهمة، وأن بصماته في مراحل ثورتي 25 يناير و30 يونيو في مصر تشهد له بمداد الفخر عن قوة تحليله وتعليقه على ما كانت تعيشه مصر خلال هذه الثورة.
إنه “محمد مكرم” النقيب القيدوم، وصحفي جريدة الأهرام المصرية، الذي لا يزال في مهنة المتاعب، متابعا للأحداث من موقع الصحفي المهني، الذي يبحث عن معلوماته بنفسه، رغم السن المتأخرة، مما يدعو بالفعل إلى الفخر والتنويه بهذه القامة الإعلامية العربية التي لازالت تمتلك القدرة والخبرة والمعرفة التي تؤهلها للتغطية والتعليق والتحليل لقضايا أمته العربية والإسلامية، وهذا ما يحرضنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على الإشادة بهذا الرجل الذي لا يزال على مواقفه التحررية والإنسانية والوطنية والقومية، رغم تقدمه في العمر، وما أحوجنا في مشهدنا المغربي إلى مثل هذه النماذج التي يمكن أن تكون قدوة لجميع العاملين في السلطة الرابعة.
ما يمكن استخلاصه من تقديم الصحفي والنقيب المصري “محمد مكرم” هو أن الوطن العربي لا يزال مشتلا خصبا للرواد الفاعلين القادرين على الارتقاء بمشهدنا الإعلامي العربي بمساهماتهم الجادة والمتحررة و والمؤثرة في جنس الصحافة المكتوبة، التي أصبحت في الفترة الراهنة تعاني من منافسة قوية من الصحافة الإلكترونية على امتداد الوطن العربي، والتي تزايد الاهتمام بها على حساب الصحافة الورقية، التي كانت حتى عهد قريب تتربع على حصة الأسد في القراءة والرواج على امتداد العالم العربي والإسلامي.
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعتبر “محمد مكرم” وغيره من رموز المشهد الإعلامي والصحفي في وطننا العربي والإسلامي شموعا مضيئة في هذا الزمن المظلم الذي يحاول دعاة الفكر الظلامي والتكفيري فرملة ولادة وتقدم مثل هذا الصحفي المصري النقيب والطاعن في السن كنموذج حي لمن يريد أن يكون له وجود في الصحافة والإعلام، سيما إذا كان المشهد العربي والإسلامي قد بدأ يفقد مثل هؤلاء الرواد، الذين جسدوا بأعمالهم وتحليلاتهم أروع صفحات القوة والبلاغة والشجاعة في تاريخ إعلامنا العربي والإسلامي.
ختاما، نتمنى طول العمر لصحفينا المقتدر والنقيب المصري ” محمد مكرم ” الذي سيظل في حياته وبعد رحيله – بعد عمر طويل – قيمة مضافة مشرقة في تاريخ الإعلام والصحافة في عالمنا العربي والإسلامي، وسيظل سلوكه العصامي الشخصي عبرة لمن يريد أن تكون له بصمات في إعلامنا وصحافتنا على امتداد الوطن العربي والإسلامي.