سؤال الجدوى من وجود أحزاب وجمعيات ونقابات في إقليم يئن تحت وطأة التهميش والإقصاء ..؟
ذ. يوسف الإدريــــــسي
لا أعلم جيدا، لماذا أصبحت مدينة اليوسفية في الآونة الأخيرة قبلة لمن لا قبلة له من الإطارات النقابية الفوسفاطية. هذه المدينة التي هجرها البشر والحجر منذ مدة طويلة، وأيضا منذ أن كانت صرحا حقيقيا للنضال الفوسفاطي المتجرد من الذوات. ومع كل ذلك فهو أمر إيجابي أن تختار النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط مدينة اليوسفية لتنظيم مجلسها الوطني، وقبل أسابيع نظمت النقابة الحرة للفوسفاط ملتقى فوسفاطيا باليوسفية. مايعني أن شيئا طارئا يحدث في باريس المغرب كما سماها الفرنسيون قبل أن يرحلوا.
أتذكر جيدا في ثمانينات القرن الماضي، كنا نعتقد ونحن وقتها أطفالا صغارا أن الملتقيات الفوسفاطية التي كانت تنظم بالمدينة، هي بمثابة أعياد وطنية لما كانت تمنحه لنا من مظاهر الفرح والتنفيس، وإن كنا لا نفهم عمق الكلمات والشعارات التي كان يرفعها المناضلون حينها .. المهم هو أننا كنا على يقين أن تلك الكلمات كانت صادقة وتعنينا بشكل أو بآخر
بمعنى أوضح، أن الملتقيات الفوسفاطية في ذاك الزمن لم تكن تعني الفوسفاطيين فحسب، بل تعني عموم المواطنين بمدينة (لويس جونتي)، ولا شك أن أيام تلك الملتقيات كانت استثنائية بكل المقاييس، لا يرتاح فيها لا قايد ولا مقدم ولا شيخ ولا عامل ولا حتى الوزير، بالنظر لقوة جماهيريتها وعمق استقطابيتها وتداعيات شعاراتها، قبل أن تتغير الأحوال وتصبح السلطة طرفا في الإعداد والتنظيم واللوجستيك، كما حدث قبل أسابيع .. الآن، تُنظم الملتقيات الفوسفاطية ولا يكاد أحد يعلم بوجودها، ليس من المواطنين، بل حتى من الفوسفاطيين أنفسهم
وليس بعيدا عن ذات السياق، تعلمون جيدا وبلغة الأرقام، أنه يوجد في إقليم اليوسفية 24 حزبا تقدموا لانتخابات 2021 وتوجد أكثر من 500 جمعية بالإقليم، ولا أحد من هذه الهيآت نظم لقاء تواصليا وتأطيريا، ولا أصدر بيانا يوضح فيه على الأقل موقفه من الاحتقان القائم بالإقليم ومنطقة الكنتور تحديدا، ولا رأيه في الإقصاء المتجدد في حق الإقليم وحرمانه من مشاريع وأوراش المذكرة الاستثمارية الجهوية، ولا كلمته في غياب نواة جامعية ومعاهد عليا إسوة بمدن وأقاليم مجاورة، بمعنى وجودكم لا معنى له، إن لم تكن هذه الهيئات ذات موقف وكلمة، من شأنهما تغيير موازين القوى لصالح الإقليم وساكنة الإقليم