تعزيز العلاقات الفرنسية-المغربية ودور الجالية في التنمية
فـرنسـا – عبد الرحيم مالكي
نظّمت جمعية المبادرة الفرنسية المغربية، يوم أمس الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 ندوة مهمة في الساعة التاسعة مساءً، تناولت الأفق الجديدة للعلاقات بين فرنسا والمغرب والتي ستمتد لسنوات طويلة
جاءت هذه الندوة، تحت إشراف الأخت نجاة الكادوم، نائبة رئيس الجمعية، وشهدت مشاركة باحثين وسياسيين من كلا البلدين، حيث تم التركيز على الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية لهذه العلاقات
بدأت الندوة بتقديم الجمعية من قبل رئيسها السيد ميمون يازيدي، الذي ذكّر بالحوار المثمر الذي شهدته الندوة الأولى، التي نظّمتها الجمعية في مارس الماضي واستعرضت أهداف الجمعية في تعزيز الحوار والتعاون بين البلدين ودور الجالية المغربية في هذا السياق
تناولت النقاشات أهمية الزيارة الرئاسية الأخيرة التي مثلت خطوة كبيرة في تعزيز الروابط الثنائية، واعتبر إيمانويل دوبوي، الخبير في العلاقات الدولية، هذه الزيارة بمثابة فرصة استراتيجية لتعميق التعاون في مجالات متعددة، منها الابتكار والبنية التحتية والتنمية المستدامة .. ومع ذلك، أشار إلى تحديات تتعلق بضرورة تنفيذ الالتزامات المشتركة بشكل فعال ومعالجة الاختلافات السياسية والاقتصادية
سلطت الندوة الضوء على الدور الاستراتيجي للجالية المغربية المقيمة في الخارج، التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني من خلال التحويلات المالية .. وكذلك، عبر شبكة العلاقات والخبرات التي تمتلكها .. أشار دوبوي إلى إمكانية تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين المغرب وفرنسا من خلال دعم مبادرات الجالية، كما لفت الانتباه إلى أن انتماء المغرب للقارة الأفريقية يمكن أن يشكل فرصة لتعزيز تأثيره في المنطقة وجذب المزيد من الاستثمارات والشراكات من الدول الأفريقية المجاورة
من جهة أخرى، تناول جمال بوويور، الخبير الاقتصادي، الإمكانيات الاقتصادية القوية للمغرب، مثل موقعه الاستراتيجي وتقدمه في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة .. لكنه، لم يغفل التحديات المتمثلة في البطالة بين الشباب، والتفاوتات الاقتصادية، والاعتماد على القطاعات التقليدية، وأكد على أهمية دور الجالية المغربية في تسريع التنمية الاقتصادية .. مشددًا على ضرورة تبني سياسات داعمة، مثل برامج تشجيع الاستثمار وتقديم حوافز ضريبية
أما عمر مورابيت، الخبير في الشؤون المغربية، فقد ركز على دور المجلس الأعلى للجالية المغربية في الخارج، (CCME) في تنسيق جهود التنمية الوطنية حيث أشار إلى أهمية تطوير المجلس ليصبح أكثر كفاءة في تلبية احتياجات الجالية ودعم التنمية المستدامة، كما أكد على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات في دعم مشاركة الجالية بشكل فعال
اختتمت الندوة برؤية شاملة قدمتها إلهام مستشير، خبيرة في التسيير المؤسساتي، حيث أكدت على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات المغربية والجالية، دعت إلى توفير برامج توجيه ودعم لرواد الأعمال من الجالية، إضافة إلى تقديم حوافز استثمارية وضريبية لخلق بيئة ملائمة تساهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة
خلصت الندوة إلى أن تحقيق استفادة شاملة من إمكانات الجالية المغربية يتطلب وضع سياسات فعالة وتعزيز المؤسسات الداعمة، إلى جانب تكثيف التعاون مع الدول الأخرى، مثل فرنسا وأفريقيا المجاورة، مع استراتيجية واضحة تركز على استثمار مهارات الجالية ومواردها، يمكن للمغرب تعزيز مكانته كلاعب رئيسي على المستويين الإقليمي والدولي، وتحقيق تنمية اقتصادية عادلة ومستدامة