أحزاب و نقاباتأخبار

عبد الكبير أخشيشن .. “الزعيم” الذي حوّل النقابة إلى مقبرة للصحافة ..!

كتب حسن المولوع

حين نتحدث عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية في عهد عبد الكبير أخشيشن، لا بد أن نتحدث عن العدم، عن الفراغ الذي تركه غيابه المتكرر، وعن الجثة التي تركها خلفه ملقاة على أعتاب المهنة .. نعم، نحن أمام نقابة أصبحت أشبه بديكور قديم في مسرحية هزلية، عنوانها العريض .. “النقابة الأكثر تمثيلية” .. بلا تمثيل .. !

الخامس عشر من نونبر، هو يوم وطني للإعلام .. يُفترض فيه أن تُرفع أصوات الصحفيين عالياً .. لكن، في عهد أخشيشن، باتت هذه الأصوات تُكتم، أو تُجبر على أن تهمس وكأنها تستجدي الرحمة من الجلاد .. فالنقابة، التي كان يجب أن تكون في قلب هذا اليوم، قررت الغياب الكامل .. لماذا ..؟ ربما انشغل رئيسها بتنسيق حزام سرواله، أو إعداد خطاب غير مكتوب لن يُلقى أبداً

في عهد هذا “القائد” العظيم، أصبحت حرية الصحافة في المغرب عنواناً لمسرحية مأساوية ..

 أين كانت النقابة حين زُج بالصحفيين في السجون والآن يتابع بعضهم بأحكام القانون الجنائي ..؟

أين كانت حين مُنع الصحفيون من بطائقهم المهنية ..؟

الإجابة بسيطة .. كانت تحتسي الشاي في الاجتماعات المغلقة .. تناقش أموراً لا تهم الصحفيين بشيء، وتكتب بيانات لا تقرأها سوى الجرائد الصفراء

الأكثر تمثيلية، شعار تردده النقابة وكأنها تعتقد أن التكرار سيجعله حقيقة .. لكن، الحقيقة واضحة للجميع .. النقابة لا تمثل سوى نفسها، وربما مصالح أخرى لا نعلمها .. الصحفيون يئنون تحت وطأة القمع والترهيب، بينما النقابة تتفرج من مقاعد الدرجة الأولى، مكتفية بالتصفيق الخافت

في الماضي، كنا نعتقد أن النقابة هي المنبر الذي يحمل هموم الصحفيين .. لكنها، في عهد أخشيشن تحولت إلى منصة لإلقاء الخطب التي لا يسمعها أحد، والتي تنتهي عادةً ببيان مليء بالعبارات الفضفاضة .. هل هذا ما يريده الصحفيون ..؟

هل هذا ما يستحقه من يكتب بحبر الحقيقة ويدفع الثمن ..؟

اليوم، لم يعد الصحفيون ينظرون إلى النقابة كملاذ آمن، بل باتوا يرونها عبئاً، جثةً تستنزف ما تبقى من أمل في هذه المهنة .. فالرسالة واضحة إذا لم تستطع النقابة أن تمثل الصحفيين بكرامة، فالأفضل أن تحزم حقائبها وتغادر، ومعها عبد الكبير أخشيشن، الذي أثبت بجدارة أن القاع دائماً أعمق مما نعتقد على أخشيشن، أن يعلم ويتعلم أن الصحافة ليست كرسيًّا للجلوس وعدم الاكتراث بمعاناة المهنيين أو التمييز بينهم .. الصحافة مسؤولية .. صوت .. ونضال، فإن لم يكن مستعداً للنهوض من سباته، فعليه أن يعترف أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية ماتت وهو حفّار قبرها .. !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق