أخبارنافذة على الثقافة و الفن

حين تصبح التراجيديا مضحكة .. “كبير العفطة” تكشف زيف التناقضات المجتمعية

منصف الإدريسي الخمليشي

قدمت فرقة ألوان للسينما والمسرح ابن جرير، يوم أمس الأحد بالمركب الثقافي تابريكت، العرض ما قبل الأول لمسرحية “كبير العفطة” من تأليف وإخراج الدكتور مسعود بوحسين، وتشخيص كل من حسنة طمطوي .. اسامة العروسي .. بسمة مزوزي .. خولة كوكني .. أمين بالمعزة .. شعيب الصلحي .. وليد المعروفي .. الحسين اغبالو، ومحمد شهير، كما كان ياسين هواري مخرجا مساعدا، السينوغرافيا وتصميم الأزياء من توقيع شعيب الصلحي، إنجاز الأزياء سلوى ياسين، ومحمد العكاري في إدارة الفرقة

العرض الذي دارت أطواره خلال ساعتين من الزمن شد الجمهور إليه من خلال مناقشته للعديد من القضايا داخل المجتمع التي طالما يكون جوهرها نابع من الاختلاف

وتحكي المسرحية معاناة شاب وأمه في الحصول على حذاء يناسب حجم رجله الضخمة في مجتمع لا يسطيع سوى صنع أحذية بمقاسات طبيعية .. المسرحية ذات طبيعة رمزية، تعالج  تيمة الأقلية في مواجهة الأغلبية والاستثناء في مواجهة القاعدة وكل ما يعتبر “شاذا” تجاه المألوف

 ومن هنا، تتسم بطابعها الرمزي المحيل على قضايا واسعة، تتعلق بحق الولوجية للحقوق والحريات الأساسية من قبل الأقليات، وكيف تصنع النظم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية السائدة جدارا سميكا، لا يسمح بقبول المختلف إلا “كفرجة” تراجيدية حينا وكوميدية حينا آخر، عبر “تعاطف مرضي” أو “متعة مرضية” عبر الصحافة والنشر والاستغلال السياسي والنفعي، لدرجة يصبح فيها المشكل الإنساني موضوعا للرثاء أو الشجب أو للتعاطف، عوض البحث عن طرق حله والنظر إليه كشيء طبيعي يجب التعامل معه، كما هو  

 كما تناقش تحجر العقليات عن تفهم كل ماهو مختلف ومالا يقبل-بطبعه- الدخول في القواعد والقوالب الجاهزة .. يذكر، أن هذا العرض بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل سيحط الرحال بمدن أخرى داخل المملكة في إطار جولة وطنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق