رئيس الحكومة واختياره الليبرالي المتوحش الذي ترجمه أداء حكومته الاقتصادي ..!
على امتداد عمر حكومة أخنوش في الفترة الحالية من ولايتها التشريعية الأولى، لم تتمكن من ترجمة مشاريع التنمية التي دونتها في برنامجها الانتخابي، ولم تترجم حتى الأوراش الكبرى الملكية، التي يقوم عليها النموذج التنموي، الذي تحدث عنه جلالة الملك في أكثر من مناسبة، وما عبر عنه في هذا المجال كتوجيهات ملكية ملزمة للحكومة، التي فشلت في تخفيض أسعار المحروقات التي تؤثر على الاستهلاك المعيشي لفقراء الوطن، الذين تضرروا من غلاء الأسعار ولهيبها، وقد وجد رئيس الحكومة صعوبات كبيرة في احتواء الاحتقان الاجتماعي والاحتجاج على سياسته الاقتصادية، التي تكلف ناطقه الرسمي بتبريرها للصحافيين والمعارضين
كيف يمكن أن تكون الليبرالية التي وعد بها رئيس الحكومة مجسدة في وضع اقتصادي يعاني من التفكك وتنامي سوء التدبير للملفات التي حاول معالجتها في سياسة حكومته، التي فشلت في تحقيق العدالة المجالية و الاقتصادية والسياسية، وإثبات حسن النية للمغاربة، الذين ينتظرون منها الكثير عقب العشرية السوداء لحزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر المسؤول عن هذه الكوارث الاقتصادية التي لا زال المغرب يعاني منها من خلال سياسة التحرير الاقتصادي الفاشل في جميع المجالات
إن حديث رئيس الحكومة عن برنامجه الليبرالي المتوحش، لم يسعفه في إقناع المغاربة حتى في الخطب الجاهزة أمام الرأي العام، وفي المؤسسات المنتخبة في البرلمان .. وتكفي مهزلة تقديم الحصيلة السنوية الأولى التي حاول فيها رئيس الحكومة طرح المشاريع التنموية التي لا يملك وسائل تمويلها وإنجازها، مما جعلها مجموعة مشاريع حالمة لم تقنعه في إثبات القدرة على إقناع المغاربة بحسن النية، رغم محاولات الناطق الرسمي باسم الحكومة استغفال المغاربة والضحك على ذقونهم
بالفعل، تحدث رئيس الحكومة في كل شيء، سواء إلى أغلبيته المريحة أو إلى المعارضة التي وجدها ضعيفة في مواجهته .. وبالتالي، اتضح للرأي العام الفشل الذريع لحكومة أخنوش، سواء في تحقيق العدالة، أو في إنجاز برامج الحكومة المتعلقة بمواجهة البطالة .. السكن الغير اللائق .. الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية والخدمات العمومية
إن الحصيلة التنموية لحكومة أخنوش واضحة من خلال الانتقادات التي وجهت لحكومته، التي لم تتمكن من خلال الحقائب التي تديرها من معالجة المشاكل المطروحة، وإثارة الانتباه لما واجهته من تحديات لم تكن قادرة على مواجهتها عبر سياسة الوعود التي اعتمدت عليها الحكومات السابقة في تكريس شرعيتها أمام المغاربة .. ونظن، في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن رئيس الحكومة هو المسؤول المعني بتحقيق الانفراج والاستجابة لمطالب المغاربة، إن كان يحترم برنامجه الانتخابي والحزبي واختيارات الدولة الكبرى، التي كان يوجهها إليه جلالة الملك باستمرار