ذ. يوسف الإدريـــــــــسي
كثيرون، خاصة من فئة المهتمين بالشأن الإقليمي، يتحدثون هذه الأيام عن (لعنة) طريق شيشاوة، في إشارة إلى حادثة سير وقعت بجماعة جنان بيه بإقليم اليوسفية، عشية يوم السبت الماضي وتحديدا بالطريق الرابطة بين الشماعية وشيشاوة، جراء انقلاب سيارة للنقل المدرسي، خلفت إصابة أزيد من 30 تلميذا وتلميذة كانوا على متنها .. إصابات تراوحت حِدّتها بين المتوسطة والخطيرة، بحسب مصادر من مندوبية وزارة الصحة
صحيح، أن هذه الطريق شهدت، في السنوات الأخيرة حوادث سير مروعة ذهب ضحيتها العديد من الأطفال والشباب والشيوخ
.. لكن، الحقيقة التي لا نملك الجرأة على قولها هي أن اللعنة الحقيقية لا توجد على طول الطريق التي أريد لها أن تكون مشؤومة، بل اللعنة الحقيقية توجد في المكاتب والمصالح وضمن أجندات النائبين البرلمانيين وداخل أروقة المجالس الإقليمية، حيث تنبثق جملة من القرارات الإدارية والمراقبتية في شأن ملف النقل المدرسي أو النقل بصيغة عامة .. اللعنة الحقيقية هي لعنة المسؤولية التي باتت ترعب كل من يفكر في الاقتراب من ملفات تدبير الشأن الإقليمي، ولو على سبيل الاطلاع
قبل سنتين، أنجزت رفقة زملاء إعلاميين تقريرا صحفيا سلّط الضوء على معاناة تلاميذ دواوير إقليم اليوسفية، فكانت الصدمة حين ألحّت تلميذة من دوار الحاج أحمد بجماعة الكنتور، على أخذ الميكروفون لتكشف عن معاناتها ومعاناة زملائها مع النقل المدرسي .. مؤكدةً أن حافلة نقل مدرسي وحيدة تقل أزيد من ثمانين تلميذا، ما يسبب اختناقات في صفوف هؤلاء التلاميذ، إلى الحد الذي يجعل بعضهم يفضل قطع الكيلومترات راجلا، بدل قطع الأنفاس المفضية للموت
يجب أن نقولها صراحة؛ إنّ ما يخلق الإحباط في المجتمع ليس هو الخطأ في كيفية تدبير المرافق والمشاريع المجتمعية، فهذا أمر وارد، بل في وجود نية الخطأ المقصود بجرعة زائدة من الذكاء المزعوم، وكأن المواطنين لا وجود لهم، أو أنهم وُجدوا فقط لكي يفسحوا لهم الطريق عبر مسرحية الصناديق. تذكروا فقط، أن أرواح الناس تستنفر لها الملائكة في الملإ الأعلى .. فكيف بمن يغرّ بربه الكريم