فقد المغرب واحدا من أعمدة النضال الديمقراطي السياسي والنقابي والحقوقي، المناضل الشريف وصاحب الفكر التقدمي المتنور المرحوم عبد القادر أزريع، الذي ناضل وكافح في أصعب فترات النضال الديمقراطي الوطني، ويعتبر الفقيد أحد رموز النضال النقابي الديمقراطي البديل و مرجعا لكل النقابيين في بناء الخطط والاستراتيجيات النضالية والاجتماعية منذ تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بجانب المرحومين محمد نوبير الأموي والدكتور عبد المجيد بوزوبع، ظل طيلة حياته من دعاة الإصلاح السياسي والديمقراطي في وطننا، وساهم من عدة مواقع في التحولات التي عرفتها بلادنا، حيث كان رائدا في تشريعات الشغل والعلاقات المهنية، و في قضايا حقوق الإنسان، و وفيا لمبادئ و قيم الإصلاحات السياسية والدستورية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وبصفته المهنية كأستاذ الفلسفة وعلم الاجتماع، كان الفقيد قائدا نقابيا قريب من هموم الطبقة العاملة وفقراء الأمة .. وكان مؤمنا بأهمية النضال الديمقراطي من اجل التغيير .. وظل دوما قريب من القوى التقدمية بمختلف توجهاتها ومقاربتها الفكرية، كمرجع لتدبير الاختلاف، وبصماته حاضرة بقوة في مسيرة البناء الديمقراطي في وطننا ومسيرته السياسية والاجتماعية والتعليمية
شغل المرحوم قيد حياته نائبا لرئيس الفريق الكونفدرالي بمجلس المستشارين، ونائب رئيس لجنة العدل والتشريع ورئيسا للجنة الجهوية لحقوق الإنسان، وعضوية المنتدى المدني الديمقراطي المغربي ومركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية واحد رموز المنتدى الاجتماعي العالمي والحركة النقابية المغاربة والدولية وعدة مسؤوليات أخرى
كان الفقيد رحمة اللـه عليه مثال الصدق والنزاهة الفكرية و الأخلاق الإنسانية و روح المواطنة والتضحية والإيثار .. كان مدرسة في الفكر التنويري والنضالي والحقوقي، و رجل الحوار الهادئ .. أعتنق الصبر والمحبة والتسامح، كان دوما كريما مسالما ومدافعا عن القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية
نسأل اللـه الرحمة والمغفرة والرضوان وجنة الفردوس وتعازينا الحارة لزوجته الكريمة الأستاذة الأديبة ربيعة ريحان و ابنه وإخوته وجميع رفاقه وأصدقائه
وإنا للـه وإنا إليه راجعون
عن المكتب التنفيذي علي لطفي