مراسلة – علال المرضي
تخليدا للذكرى العشرين لتأسيسه، نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، مؤتمره العلمي التاسع في موضوع:
الأمن المائي وأسئلة الاستدامة
يومي 06-07 يناير 2023، بمقر المركز “منار المعرفة،
ترأس الجلسة الافتتاحية الأستاذ سمير بودينار، رئيس المركز، الذي ذكر بأهمية هذه المحطة التي يبلغ فيها المركز عامه العشرين ودلالات تخليدها بمؤتمر علمي سنوي، حول الآمن المائي
بعدها، أعطيت الكلمة لمدير المركز، الأستاذ عبد الرحيم بودلال ليقدم عرضا تفصيليا حول حصيلة عمل عشرين عاما من عمر المركز، من أنشطة علمية وتكوينات وإصدارات، بالإضافة إلى ما يتيحه المركز من شراكات ومرافق تهم الطلبة الباحثين وعموم الفاعلين
تلت ذلك، كلمة اللجنة العلمية التي ألقاها مسؤول اللجنة، الأستاذ الحسن مصباح، حيث تناول موضوع الماء من مجموعة من الجوانب الثقافية والدينية والتاريخية والحضارية وعلاقة ذلك بالبعد القيمي للإنسان، كما عرج على ظاهرة الجفاف التي جعلت من الماء محور اهتمام هيئات ومؤسسات دولية و وطنية، وقد خصصت لها ميزانيات في كل البلدان للتغلب على أزمة الماء، وأهمية عقد المركز مؤتمر علمي لمناقشتها
بعدها هذه الكلمة، ألقى فضيلة الأستاذ مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة كلمة تقديمية لمحاضرة ضيف المؤتمر وصاحب المحاضرة الافتتاحية، الأستاذ إدريس الضحاك، حيث اعتبره رجل دولة تقلد عدة مناصب قضائية وحكومية ودبلوماسية، وباحثا وأكاديميا و رجل فكر يحتل مكانة علمية مرموقة، نظرا لتناوله في كتاباته بعمق مجموعة من المواضيع العلمية، التي قلما يتطرق إليها الباحثون، وخاصة تأليفاته المتعددة حول الماء،
إضافة إلى ترأسه لجنة إعداد مدونة الأسرة
في بداية مداخلته، نوه السيد إدريس الضحاك بالإنجازات التي قدمها ويقدمها المركز للباحثين في مجالات التكوين والبحث العلمي، وعبر عن اعتزازه بالحضور إلى مدينة وجدة، وأكد على المكانة الخاصة لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في قلبه،
وفي مفتتح محاضرته أشار إلى أن الماء مادة مازالت تسلم لنا أسرارها بالتقسيط،
وعند تطرقه لجوهر موضوع الأمن المائي وأسئلة الاستدامة قسم الموضوع إلى شقين مهمين يتعلقان بمخاطر الأمن المائي وحلول الاستدامة، حيث واحدة من كبريات المشاكل هي اللاعدل المائي، أي عدم توزيع الماء بشكل عادل بين بلدان العالم من جهة، وبين جهات البلد الواحد من جهة أخرى، مع أنه يعتبر ملكا مشتركا بين البشر، حيث تسيطر الدول الغنية بالماء عليه وتعمل على بيعه للدول التي تفتقر إليه، معتبرة إياه البيترول الأبيض أو الأزرق، وخاصة في قلب إفريقيا وشمالها، الذي يعتبر المغرب جزءا منه، حيث فشلت الأمم المتحدة في إجبار الدول الغنية مائيا على التوقيع على اتفاقية 1997 التي تنص على حقوق و واجبات الدول بخصوص الأمن المائي ..
هذا اللاعدل في توزيع الماء أدى إلى نزاعات بين عدد من الدول .. وعلى مستوى المغرب، أكد المحاضر أن المجلس الوطني للماء قدم مخططا مهما لتدبير الماء .. لكن، لم يتم تنزيله بعد إلى الواقع .. وفي الحلول، ذكر أن هذه النزاعات تحل عن طريق القضاء الدولي، وأن المجتمع الدولي يتجه إلى اعتبار الماء ملكية مشتركة للبشرية، واعتبر أن هذا هو الحل الوحيد لأزمة الماء
على المستوى الوطني، أشار إلى أن عدد السدود بلغ 150 سدا إلى حدود الآن، ولا يزال التشييد مستمرا لمواجهة ما هو قادم، كما رسم جلالة الملك محمد السادس مخططا لمواجهة معضلة الأمن المائي، خاصة في ما يخص تدبير مياه السقي ومياه الشرب، واعتماد التكنولوجيات الحديثة في تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة
كما أشاد الأستاذ الضحاك بنماذج وطنية تقليدية .. لكنها، رائدة في الحفاظ على الماء مثل الخطارات، وكذا تنظيم تقسيمه بين القبائل، وهو الأمر الذي أشادت به الأمم المتحدة مؤخرا في حالة واحة فجيج واعتبرته نموذجا رائدا
ومن الحلول أيضا أشار المتحدث إلى ضرورة اعتماد الحكامة في السقي على اعتبار أن هناك الكثير من الهدر في السقي، وكذلك التبخر على مستوى قنوات السقي، مما عجل بالتفكير في تغطية هذه القنوات مستقبلا، وذكر أن المغرب وصل إلى 40 % من الحفاظ على جودة الماء، ويتطلع للوصول إلى نسبة 80 %، وإذاك ستصبح المملكة المغربية رائدة على المستوى الدولي في الحفاظ على الماء، وبفضل الأعراف الموجودة لمعالجة شح المياه إذا نفذت بالشكل المطلوب سيكون المغرب نموذجا لمواجهة شح الماء