في صالح من تعويم النقاش في قضية الشاب الذي قام بتوليد زوجته بنفسه وهو في طريقه إلى مراكش ..؟
كتب ذ. يوسف الإدريسي
يُحكى أن مسؤولا عن وزارة الصحة زار يوما إحدى مصحات الأمراض العقلية والنفسية، ثم سأل مديرها .. كيف تميزون هنا بين العاقل والمجنون ..؟
أجابه مدير المصحة؛ الأمر في غاية البساطة سيدي المسؤول، فقط نملأ هذا (البانيو) البلاستيكي بالماء، وبعد ذلك نضع أمام المريض ملعقة وكأسا وسطلا متوسط الحجم، ثم نقول له قم بإفراغ هذا (البانيو) من الماء
سكت الجميع هنيهة قبل أن يفضل المسؤول الجواب بنفسه عن لغز اختبار المجانين، ويا ليته لم يفعل .. وقتها قال المسؤول؛ بالتأكيد، أن العاقل سوف يختار السطل
فأجابه المدير مندهشا؛ العاقل سيدي المسؤول هو من سيزيل سدادة البانيو .. وقبل أن ينتهي المدير من كلامه، تدخل أحد حراس الأمن الخاص قائلا؛ هل نختار له غرفة خاصة أم نتركه مع المجانين في عنبر المستشفى ..؟ فحنحن الجميع بأصواتهم الخشنة وانصرفوا
لا أعلم بالضبط مدى صحة هذه الحكاية .. لكن، ما أعلمه يقينا هو أن أمثال هذا المسؤول يوجدون كثيرا بإقليم اليوسفية .. فعوض أن يخرج المسؤولون عن الشأن الصحي بتوضيح حول قضية المواطن يوسف الذي قام بتوليد زوجته ليلا في خلاء جماعة (قطارة) بعد أن رفض المستشفى الإقليمي باليوسفية إجراء عملية الولادة لزوجته، وفضل إحالتها على المستشفى الجامعي بمراكش، مقابل بصمة على ورق أبيض .. (عوض ذلك) نجد بعض الأصوات عبر صفحات مجهولة ومعلومة، تحور النقاش وتلغي منطق رفع سدادة (البانيو) صوب موضوع الثلاجة والبوندكوموند إلى غير ذلك من الأمور التي ليس وقتها الآن، في محاولة يائسة لتصفية الحسابات الشخصية وتعويم النقاش في (بانيو) المزايدات الزائفة
ما يجب أن يعلمه الجميع، هو أن زوجة يوسف قد تكون في قادم الأيام أختا لك أو زوجة أو قريبة عزيزة أو جارة
ما يحتم علينا جميعا ضرورة إدراك خطورة الواقعة من مختلف جوانبها، وأن حجم تواطئنا أو صمتنا اليوم هو حجم جرحنا غدا أو أكثر .. وطال الزمن أو قصُر .. فحتما سنستيقظ يوما على فواجع أقسى بكثير من فاجعة يوسف بهضاب جماعة قطارة، إن نحن ركزنا على السطل وأغفلنا عن نزع السدادة ومنها نزع فتيل الاحتقان