كتب ذ. يوسف الإدريسي
ما أجمل تلك اللحظات التي يُتوج فيها (المْحَاضْري) حافظا وخاتما للقرآن الكريم، أمام أسرته الصغيرة والكبيرة، بل أمام الملإ أجمعين .. وفوق ذلك، يستحق معه تتويجا عظيما، وفقا للعادات والتقاليد المغربية الأصيلة، مما يسميه المغاربة بعرس القرآن، ويسمى كذلك بالأمازيغية “تامغران”
بالضبط، هذا ما حدث أمس السبت 4 شتنبر 2022 بمسجد
المسيرة، حين اختار سكان الحي ذاته وعددٌ من محبي القرآن، من خلال تبرعات عينية
وأخرى نقدية، الاحتفال بخريجي مدرسة القرآن التابعة للمسجد، بتأطير من الإمام
الشاب سي عبد الرحمان
وهم يجوبون شوارع مدينة اليوسفية، لا صوت يعلو وقتها على
أصوات طلبة القرآن وهم يتلون آيات اللـه بطريقة جماعية
وبمجرد ما انتهى القارئون من تلاوتهم وابتهالاتهم، حتى ارتفعت زغاريد الأمهات فرحا بأبنائهم المُتوّجين
الحاج رضوان كما يحلو لبعض الأصدقاء تسميته، وهو شاب
محبوب لدى الجميع، وقد ارتبط قلبه وكيانه بالمسجد على امتداد عقود وسنوات من
الزمن، كان عريس القرآن بامتياز رفقة زملائه الطلبة .. كيف لا وهو من ذوي
الاحتياجات الخاصة، ومع ذلك أعلن التحدي ففاز هنا وهناك، ولا نزكي على اللـه أحدا
عموما، جزى اللـه المنظمين والمتطوعين خيرا وفيرا، مع الإشارة إلى أن مثل هذه العادات ينبغي التمسك بها والحفاظ على عمقها الروحي والثقافي، وأيضا تربية الأجيال الصاعدة على حب القرآن وتَمَثُّلِه في حياة و وجدان الناس، وكفى فخرا وافتخارا بالقرآن