كتب – ذ. عبد اللـه عزوزي
علينا أن لا ننسى وسط هذا الدخان الكثيف المنبعث من ألسنة النيران و لهيب الأسعار، و التي لم تأت فقط على كل أخضر و يابس .. و لكن، أتت على أحلام كل المغاربة بمختلف مستوياتهم و جغرافيتهم، خاصة أولئك الشباب الذين يبحثون على إكمال دينهم من خلال إيجاد الشق الثاني من وجودهم و كينونتهم، و مثلهم على الضفة الأخرى من الوادي، كل الفتيات العفيفات اللائي يَنَمْنَ و يستيقظن على الشعور بكون حياتهن كالذي يعيش بين مطرقة (تقدم) العمر و سندان مجتمع تجاوز الخطوط الحمراء في كل شيء؛ مجتمع مفتون بكل شيء إلا بالسؤال الوجودي “إلى أين نسير” ..؟ و ما مصير “مفهوم الأسرة” و “الأطفال” ..؟
وسط هذا الضغط الاجتماعي و النفسي، الذي يقترب من أجواء الأمراض النفسية، ينزلق الشباب، كما الشابات، نحو التسرع في أخذ قرارات الزواج بنية الشفاء الأبدي من آلام العزلة و الوحدانية و اللامعنى التي يجد الفرد نفسه فيها بغض النظر عن ماله و علمه و نسبه .. وما لم تكن هناك رؤية عميقة و بعيدة النظر، قد تنتهي الخطوة بقناعات غير مطمئنة، تتبعها قرارات مدمرة
أمام هذه الحيرة، أود أن أذكر بقاعدة فلسفية: الإنسان موطن التناقضات، يجسد الخير و الجمال في أسمى صوره، كما يمكنه أن يجسد الشر و الخبث و القبح في أوضح صوره .. و حيث أن سالك طريق الخير يكون سفره جميلا و ممتعا، و ينتهي إلى قصور الخير، فلابد لي من أن أثير و إياكم هذا الاختيار على غيره من الخيارات، و العمل على إدانة و التبرأ من الإنسان الذي يختار “الشر” و “القبح” طريقه و قناعته و عليه، أقول لكل الطيبين و الطيبات: “إياك أن تبيع نفسك رخيصاً”؛ ليس من المعقول أن تفاوض تاجراً أو عميلاً على فارق عشرة درهم أو 100 درهم أو حتى 1000 درهم، في حين تسلم مستقبلك أو نفسك، التي لا تقدر بثمن، و أودعها اللـه كون الضمير و سموات القلب، لشريك أو شريكة لا تقدر قيمتها