ذ. عبد اللـه عزوزي
صباحكم صباح عيد و فرحة و مغفرة و تسامح .. أعاد اللـه عليكم و على الأمة الإسلامية هذه الذكرى الربانية، و قد وضعت حرب لهيب الأسعار أوزارها، و صلحت الأرض (بغاباتها و مياهها و بحارها ..) و أحوال أهل الأرض، و عم السلام و خفتت حدة النزاعات، و حَلَّ التسامح و التآخي مكان التعصب و العداوة، و رجع المعتدون و الظالمون و المجرمون عن غيهم و بطشهم و ضلالهم .. و حيث أننا جزء من ذلك العالم المثالي الذي يراود عقولنا و ضمائرنا، ما علينا سوى أن نبدأ من أنفسنا، فالشمعة لا يمكن أن تضيء محيطها إلا إذا بدأت بحرق فتيلتها أولا
قول لا بد منه:
و لأن هذا الفضاء فضاء مفتوح، و قد جعل العالم أصخر حجما، و أزاح الحدود بين الثقافات و الأجناس، أظن أنه لا بأس من أن نعرج إلى ما يعرف بال ” “common sense، أو الذوق العام، أي ما تمليه علينا فطرتنا السليمة من أعمال و سلوكات و ممارسات .. فليس من الضروري، و لا ينفع في شيء، أن ينشر أحدنا صورا و هو يذبح أضحية العيد، أو يسلخها .. يكفي، أن تتصور أنه لو قام عشرة أفراد بذلك لتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه المجزرة ..
قبل أن يشارك أحدنا مثل هكذا صور، عليه أن يسال نفسه “في ماذا سيفيد المتلقي هذا ..؟” أو ” أي قيمة مضافة لهذا المنشور/ لهذه الصور” ..؟كمسلمين و موحدين، هناك الكثير و الكثير مما نحتاج أن نشاطره مع غيرنا .. يكفي، أن نتأمل بعض الآيات و نفهم بعض الأحاديث .. و قبل كل هذا ( أي عملية التقاسم و المشاركة)، علينا أن نكون قدوة لأنفسنا قبل غيرنا، و في يومنا هذا قبل غَدِنا