بالنظر لمستوى تكوين وزراء أخنوش وأهمية شعارات التحالف الحكومي الجديد، أصبح الباب مفتوحا للحوار المجتمعي حول ما سيقوم به الوزراء الجدد في الحقائب التي يحملون مسؤوليتها .. خصوصا، التكنوقراط، الذين سيعول عليهم في تنفيذ أوراش النموذج التنموي الجديد، سواء على المستوى القطاعي أو الشمولي، في إطار توجه حكومة أخنوش الليبرالي الديمقراطي الاجتماعي، الذي سيحاسب عليه وفق المرجعية الدستورية، التي يترقب المغاربة قطعها مع ارتجال أو تخبط أو ضبابية توجه حكومة البيجيدي، التي ساهمت عشريتها في إغراق الوطن بالديون، وتفعيل قراراتها الكارثة في جميع المجالات
إن الفرصة مواتية أمام أخنوش لترجمة مبادئه الديمقراطية الاجتماعية، وفتح الحوار الاستعجالي بقرار سيادي استراتيجي لتسقيف أسعار المحروقات المؤثرة على السلم الاجتماعي والقوة الشرائية والاستهلاك المعيشي للسواد الأعظم من المواطنين، حتى يطمأن الرأي العام، إلى ما يحمله التغيير الحكومي من أهداف تنموية قابلة لأن تكون في مستوى انتظارات المغاربة، التي اغتصبها “البيجيديون” بقرارات الزيادات في الأسعار في المواد الاستهلاكية والمحروقات
نظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن رئيس الحكومة، يدرك خطورة تركة حكومة العثماني، التي يحاول رئيس فريقها البرلماني بوانو تبرئتها وإبراز بعض مميزاتها، التي لم يلمسها المواطنون طيلة العشرية التي اعتقدوا أنهم تمكنوا من التوغل على الدولة وعلى مفاصل المجتمع والاقتصاد خلالها
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لن نزايد على اختيارات السيد أخنوش المستقبلية في تدبيره الحكومي .. ولن نحاكم توجهات التحالف الحكومي الذي يقوده، إلا بعد شروعه في تنفيذ برنامج حكومته، الذي ستضمنه أغلبيته المريحة في غرفتي البرلمان
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي لم تتخلف عن القيام بدورها التقييمي والنقدي “للبيجيدي” طيلة الولايتين، سنكون بنفس الحماس والموضوعية مع تجربة السيد أخنوش، احتراما لموقعنا في الإعلام الوطني، المعني بالحوار والمساءلة مع كافة الأطراف المشاركة في التحالف الحكومي الجديد .. ولن نتأخر عن الإعلان عن المواقف التي يتطلبها هذا التدبير إيجابا وسلبا .. وسنمارس المعارضة الشاذة المشجعة على حسن الأداء .. ولن يوقفنا في الالتزام بالمساندة النقدية أي أحد من مكونات التحالف، إذا فشل في القيام بالواجبات المطلوبة منه، كما أننا سندافع عنه إذا أخطأت المعارضة في تقييم أدائه الوطني والجهوي والجماعي
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، متفائلون بقدوم الوافد الحكومي الجديد، إن فهم وأدرك ما يجب عليه في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ الوطني، التي تتميز بها بلادنا، سواء في واقعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي فشل فيه “البيجيديون” في احترام التزاماتهم المعلن عنها في البرنامج الانتخابي، الذي سوقوا فيه لما كانوا يؤمنون به من أوهـام السيطرة والتوغل، التي سرعت عملية اندحارهم الانتخابي، الذي حملوه للإعلام، المضاد لاختياراتهم الفاشـلة في جميع المجالات .. ناهيك عن الشعور بقوة السيطرة على المجتمع، وعلى خصومهم في المشهد الانتخابي، الذي يحاول فيه القيادي حامي الدين الاختفاء وراء نقد ما حدث في الاستحقاق الانتخابي، الذي لم تحترم فيه حرية الاختيار ونزاهة باقي المراحل من الترشيح حتى إعلان النتائج، والتظاهر بالانقلاب عليهم، رغم أن الفشل كان واضحا في تدبير المواقف من القضايا المطروحة مجتمعيا، سواء في أوراش القضية الوطنية والتنمية المستدامة والمنظومة الحقوقية، والاستجابة للانتظارات التي بخرتها حكومة “البيجيدي” بإخفاقاتها في التدبير والتشريع والتنمية عبر الأدوات والوسائل التي كانت رهـن إشارتها، بما فيها دعـم المغاربة لوجودها خلال الولايتين من عمرها
