بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على رسول اللـه أشرف الخلق جميعا
في البداية أحيي كافة التمثيليات عن الفئات الحاضرة و حتى لا أطيل عليكم سأدخل في صلب الموضوع مباشرة
رغم معاناتكم جميعا و رغم ما تسردونه عن حالكم، فلا توجد فئة متضررة كما تضررت فئة أسر الشهداء، سواء الأرامل أو الأبناء
فقد بدأت معاناتهم من حوالي 46 سنة، منذ استشهاد السند و هم يعيشون في وضع مزري .. توفي الأب و ترك الأبناء صغارا و الأرملة في ريعان شبابها .. شابَ الأبناء و ماتت أغلب الأرامل و لازالت الحقوق ضائعة بين الإهمال تارة و الإنكار تارة أخرى
حق السكن و التطبيب و التشغيل و المواكبة حقوق بسيطة، صدرت عنها مذكرات و أوامر من القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و كذلك أوامر و مذكرات ملكية صادرة عن المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، موجهة للمؤسسات المعنية بشؤون أسر الشهداء .. شددت على العناية بهم و الإشراف على مطالبهم و احتياجاتهم، و رغم وجود هذه الأوامر، و كذلك قانون مكفول الأمة، إلا أنه لازالت العديد من الحقوق غائبة و معلقة و قوانينها غير مفعلة
إلى كل من يستمع إلى هذه الكلمة أقول، من العار، آن يتشرد أبناء الشهداء .. تموت الأرامل حسرة على أبنائهن المعطلين و أغلبهم تجاوز سن الأربعين .. من العار، أن نرى بنات الشهداء يعملن في مهن وضيعة لا تليق بتاريخ آبائهن، ينهشهن الفقر و المرض و قلة ذات اليد
إن أبناء الشهداء، هم مشاريع شهداء كذلك يفدون هذا الوطن بأرواحهم دون تردد أسوة بآبائهم .. و لكن، على هذا الوطن أن ينصفهم و يظهر بعضا من المتنان لأولئك الذين قدموا أرواحهم لأجل حماية سيادته و وحدته الترابية
لا نطالب بالكثير .. و لكن، انتظرنا كثيرا و لم يعد في العمر بقية، فاتتنا طفولتنا و تلاها شبابنا و اليوم نحن في سن الكهولة .. أصواتنا ضعفت و أجسادنا تعبت، و لم نعد قادرين على المزيد من الصراخ و لا من مجيب رحمة بهاته الفئة و كفى تجاهلا لها، و نطالب بالالتفات إليها قبل أن تموت بقيتنا حزنا و قهرا و فقرا
وطني العزيز دمت شامخا و دام أمنك و سلامك تحت راية المغرب الذي يمتد من طنجة إلى الكويرة، و شعارنا الخالد اللـه الوطن الملك
ابنة شهيد حرب الصحراء المغربية