بين نجاحات المغرب في تدبير قضية الوحدة الترابية واستمرار الجزائر في عدائها المرفوض
يتبين من سياسة الجزائر اتجاه قضية الوحدة الترابية للمغرب، أن عصابة الجنرالات تحاول الالتفاف على الحراك الشعبي الجزائري، وخلق مبررات استمرار سياستها الهيمنية التي تجاوزها المغرب عبر دبلوماسيته النشيطة، التي وسعت دائرة الدول التي اعترفت بمغربية الصحراء .. خصوصا، بعد تحرير المغرب لمعبر الكركرات، الذي كانت عصابة الانفصاليين تعبث فيه فسادا، بعد طول انتظار المغرب التدخل الأممي، وحرصه على احترام القرارات الدولية .. ويمكن القول بعد الحصيلة السلبية للإعلام الجزائري في الدعاية للموقف الجزائري، وخلق أسباب عودة النزاع المسلح، أن المنطقة لن تستمر في ترجمة سناريوهات المؤامرات الجزائرية التي لم يعد لها أي مفعول، لأن المغرب في طريقه إلى تأمين استقلاله وتأكيد وحدته الترابية، وإرغام خصومه في قصر المرادية على الانخراط في شروط المرحلة الجديدة .. خصوصا، بعد النجاحات الأمنية والدبلوماسية الأخيرة
إن المواقف الوطنية المسؤولة التي عبرت عنها الأمانة العامة، للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، والتي بلورتها فروعها النقابية ضد استهتار إعلام الجزائر، الذي تجاهل كل الروابط التي تجمع بين الشعبين، والمصير المشترك، وأهداف الاتحاد المغاربي المتوقفة بسلوكات النظام الجزائري المعادية لأي تقارب وتعاون بين الشعوب المغاربية حتى الآن، والمتجاهلة لفضل المغاربة في دعـم الانتفاضة الجزائرية من أجل الاستقلال، واليد الممدودة المغربية لمعالجة جميع المشاكل والحواجز التي تفرض عودة الدفء للعلاقات المغربية الجزائرية .. ولعل السياسة العدوانية المتواصلة ضد المغرب، والإساءة الإعلامية المرفوضة لرمزية الملك في وجدان المغاربة، والتي يعتبر أصحابها من فلول الخونة وعملاء الاستعمار والمناهضين لكل تقارب وتعايش يتطلع إليه المواطنون في اتحاد المغرب العربي
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نقدر درجة الوصاية والحصار المفروض على الصحافيين والإعلاميين في الجزائر، ولا نحملهم ما جرى مؤخرا، ونترقب تحررهم في إطار الحراك الشعبي من الوصاية المفروضة عليهم من قبل العصابة الحاكمة، التي يتطلع الشعب الجزائري إلى التحرر منها عبر تكريس دولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالقيم المغربية الوحدوية، التي تجمعنا على امتداد خريطة اتحاد المغرب العربي، الذي لا زالت جل مؤسساته في شبه عطالة بفعل السياسة الجزائرية المعادية للمغرب، والتي يحاولون من خلالها إقبار تضامن نضاله التاريخي، إلى جانب الشعب الجزائري في فترة الانتفاضة ضد الاستعمار، والذي لم يدخر أي جهد حتى يتحرر الشعب الجزائري، والذي لا يزال يؤمن بقيم التعاون والجوار رغم لاءات الضغمة المتحكمة التي تحاول البحث عن مخرج لرفض الشارع الجزائري عبر تصعيد الخلاف مع المغرب، رغم علمها بما يملكه المغرب من وسائل المقاومة والتصدي منذ حرب الرمال في الستينات من القرن الماضي
من المؤكد، أن النظام الجزائري لم يستوعب درس الكركرات والنجاحات الدبلوماسية المغربية، ويريد فرض الأمر الواقع على الحدود الشرقية من خلال محاولة طرد المغاربة من منطقة العرجة قرب فكيك المغربية، وهذا ما لا يمكن أن يكون .. فالمنطقة لم تسو فيها الحدود بين المغرب والجزائر، لأنها تقع ضمن الصحراء الشرقية المغربية التي لا زالت وضعيتها في حاجة إلى التصفية مع فرنسا، التي ألحقتها بالجزائر وتركتها لتكون بؤرة للتوتر الدائم مع المغرب .. نعلم في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن المغرب يملك الشرعية التاريخية والسياسية في هذه المنطقة الشرقية، ولن يحتاج في المحافظة عليها وانتزاع الاعتراف بمغربيتها، انطلاقا من الواقع السوسيوثقافي وديمقراطي واقتصادي، الذي يربطها بالمغرب، والذي تعرف الجزائر حقيقته جيدا، وتدرك مخاطر مواجهة المغرب التي قد تمتد إلى كل تخوم الصحراء الشرقية التي لا يزال سكانها متمسكين بجذورهم المغربية
يتبين من مسار النزاع المفتعل الذي تحاول الجزائر الاستمرار فيه ضد المغرب، أن الحرص على السلام والبحث عن مخرج للخلاف القائم أصبح يفرض على النظام الجزائري التخلي عن هذا النهج الذي لم يعد الواقع السياسي والأمني الراهن يخدم إلا أطروحة الانفصالية للبوليساريو، وأن أقصى ما يمكن القبول به هو تغيير الجزائر لانحيازها للشرذمة الانفصالية حتى لاتخرج الأزمة الراهنة عن أهدافها وتظهر جوانب أخرى في القضايا المطروحة بين البلدين، والتي لن تعالج بما تتبناه الجزائر حاليا من مؤامرات عدوانية، والتي ستكون فيها خاسـرة وغير قادرة على احتواء تداعياتها كما تشير إلى ذلك الأحداث السابقة