باريس / عبدالحفيط بوبكري
لم يكن يخطر ببال متضرري العرجة بفجيج، أن تعامل سلطات ولاية جهة الشرق معهم، لن يكون رحيما بهم بعد التعسف الكبير الذي طالهم من لدن السلطات الجزائرية، وبعد لقاء 10 مايو المنصرم، الذي التزمت فيه السلطة المغربية مع أعضاء المجلس النيابي بتقديم “إعانة” مالية لبعض المتضررين، حسب عدد ونوع النخيل المتواجد في ضيعاتهم
ورغم كل الملاحظات حول مخرجات لقاء 10 مايو برئاسة والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، حضر المتضررون 12 إلى مقر الولاية، يوم الجمعة 11 يونيو2021، وهم يعتقدون أنهم سيتوصلون بمجموع المبالغ المالية التي وجدوها بعد عمليات حسابية غير معقدة .. لكن، صدمتهم كانت كبيرة عندما اطلعوا على المبالغ المالية المدونة في الشيكات المعدة لهذا الغرض، التي كانت دون انتظاراتهم، بدعوى أن عملياتهم الحسابية خاطئة، وأن الولاية لم تعد أحدا بما هم يعتقدونه، مع التلميح على أن ضيعاتهم لا تتضمن عدد النخيل الوارد في طلبات وتقارير المتضررين، مع العلم أن السلطة المحلية لم تقم بواجبها كما يجب في مثل هذه الحالة إحقاقا لدولة الحق والقانون بالقيام بإحصاء ممتلكات المتضررين في ضيعاتهم، ما بين 10 و18 مارس المنصرم .. فعلى أي أساس قامت السلطة العمومية بإجراء عملياتها الحسابية التي خيبت آمال جل المتضررين والمهتمين، وقبلها البعض على مضض ورفضها البعض الآخر، فكان الترغيب والترهيب هو رد فعل السلطة التي حرصت على ألا تغرب شمس ذلك اليوم إلا والكل قد استلم شيكاته
الأفظع من كل ذلك، هو تعامل السلطة في استقبال المتضررين 12 الذي غلب عليه الطابع السلطوي، والإصرار على إقناعهم بالتوقيع دون مراعاة ما تقتضيه نفسيتهم المتدهورة من احترام لمشاعرهم ومواساتهم بمعاملة تراعي أبسط حقوق الإنسان في الكرامة والمفهوم الجديد للسلطة، حيث لم يتركوهم مجموعين، بل استفردوا بهم، ومنهم من تركوه وحيدا في مكتب لمدة تزيد عن 20 دقيقة، كما هو الشأن بالنسبة للفلاح المناضل عبد المالك بوبكري، إضافة إلى فلاح أخر رفض تسلم الشيك، وعند خروجه أومأ إلى زملائه بيده بأنه رفض العرض، فقام رجل سلطة باتهامه أنه يحرض الآخرين، وأدخله مكتبا لوحده لمدة طويلة، ولم يتم الإفراج عنه إلا والشيك في يده
الجدير بالذكر، أن السلطة المحلية لم تقم بدعوة فلاحين اثنين من الفلاحين 14 المعنيين بالإعانة المالية، كما أنها رفضت تسلم 12 ملفا، ولم تقدم لهم أي توضيح في الموضوع
وما كان غير منتظرا هو إصرار السلطة العمومية على قيام المتضررين يوم الجمعة المنصرم بالتوقيع على “إشهاد” يفيد أنهم يبرؤون ذمة الإدارة والموثقة والجماعة السلالية لأولاد سليمان من أي مطالب مستقبليةنتساءل في الأخير، لماذا كل هذه الإجراءات المرفوضة مع المتضررين، إذا كانت السلطة الولائية واثقة مما تقوم به ..؟ وماهي التبعات المحتملة التي فكرت فيها السلطة الولائية ..؟ أسئلة متعددة ستجيب عنها الأيام القادمة