إبراهيم بونعناع
يحتفل العالم في 21 مارس من كل سنة، باليوم العالمي للغابات .الذي تم اعتماده لأول مرة في عام 2012، من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك تزامنًا مع بدء فصل الربيع قصد التوعية بأهمية الغابات و تشجيع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والجمهور بضرورة الاهتمام بالغابات، وتقديم أنشطة تخدم الغابات والأشجار للحفاظ على البيئة
يشكل الاحتفال بهذا اليوم العالمي، الذي يخلد هذه السنة، تحت شعار:
استعادة الغابات، سبيل للتعافي والرفاه
مناسبة لدعوة البلدان إلى الانخراط في الجهود المحلية والوطنية والدولية لتنظيم أنشطة ذات علاقة بالغابات والأشجار، على غرار حملات التشجير
للتذكير، فالغابات تغطي نحو 30 في المائة من المساحة اليابسة على كوكبنا، وتحتضن حوالي 80 في المائة من جميع الأنواع التي تعيش على البر، وتوفر الغابات للبشرية حزمة من الخدمات الإيكولوجية، كتنقية الهواء والماء، وإنتاج الأغذية والأدوية والأخشاب والمنتجات الورقية
في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مدير البرمجة ونظام الإعلام والتعاون بقطاع المياه والغابات، عصام أهبري، إن الغابات تضم 80 في المائة من التنوع النباتي والحيواني البري، وتقدم فضاء عيش وموارد بقاء ومياه وحرارة وغذاء بالتوازي مع تنظيم المناخ الذي تستفيد منه البشرية جمعاء
وواصل السيد مدير البرمجة، بأن الغابات تلعب دورا مركزيا في مكافحة التغير المناخي بامتصاص الغازات الدفيئة وتعزيز استدامة المناظر الطبيعية والأراضي، عبر تنظيم التدفقات وتخصيب التربة للفلاحة، وحماية المجموعات الساحلية من الظواهر الطبيعية الخطيرة، ورفع مستوى البحر، أو حتى عبر خلق مسارات لهجرات الأصناف الحيوانية والنباتية
ووفقا لحديث المسؤول نفسه، فالمغرب يتوفر على 9 ملايين هكتار من الغابات، بما فيها سهوب الحلفاء، ضمنها 5,8 ملايين هكتار من الغابات الطبيعية، وعلى 154 موقعا ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية تغطي مساحة 2,5 مليون هكتار، حيث تمثل هذه الفضاءات الغابوية الوعاء الأساسي للتنوع الحيواني والنباتي، كما أنها تضم ثلثي النباتات وثلث الأصناف الحيوانية
وعلى المستوى المتوسطي، يضيف السيد أهبري، يحتل المغرب المرتبة الثانية في مجال التنوع الحيوي والأولي في مجال “التوطن” أي الأصناف التي لا تنمو إلا في المغرب
وتابع السيد أهبري بالقول، إن “الغابة في المغرب تشكل حزام أمان حقيقي ضد التصحر وضامنا للتوازنات البيئية الكبرى من حفاظ على الأراضي الرعوية والفلاحية، ومقاومة الترمل وحماية الحواجز والبنيات التحتية” .. مشيرا إلى أن الغابات تساهم أيضا في التأقلم مع آثار التغير المناخي والظواهر الحادة والتخفيف منها، إضافة إلى تنظيم دورة الماء عبر تزويد الفرشة المائية السطحية بالعيون والأنهار لذلك، تعتبر غابة تونفيت التي تتميز بأشجار الأرز الشامخة والمعروفة بالجودة العالية من أكبر الغابات في المغرب، هذه الغابة التي أصبحت في السنوات الأخيرة أول مصدر للخشب المهرب وموطنا لمافيات الأرز، التي عاتت في هذه الغابة فسادا، مما يستدعي تدخل الجهات المعنية قبل فوات الٱوان لإنقاذها