يوسف الإدريسي
حين أراد عامل إقليم سيدي بنور أن يستشهد في اجتماع رسمي على استغلال المنتخبين الجماعيين لبؤس المواطنين من أجل مصالح انتخابية، ذكر في سياق ذلك كون إقليم اليوسفية لا يتوفر على سوق نموذجية كما تتوفر عليه الجارة سيدي بنور .. ربما السيد العامل أراد بمنطق القياس أن يثمن مشاريع إقليمه من خلال اعتماده لهجة صارمة، وفي نفس الوقت صادمة لممثلي الأحزاب المحلية بسيدي بنور، وهي اللهجة ذاتها التي استعملها عامل إقليم اليوسفية، وإن كانت بنبرة أخف، حين أكد قبل سنة من الآن، وتحديدا أثناء اجتماع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، على ضرورة مواكبة حاملي المشاريع الممولة من المبادرة وإمدادها بالدعم التقني خلال كافة مراحل إنجاز 53 مشروعا مدرا للدخل، بغلاف مالي قارب 16 مليون درهم
مناسبة هذا الكلام هي كون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) وصلت مرحلتها الثالثة منذ انطلاقتها قبل 16 سنة بهدف تحقيق التنمية ومحاربة الإقصاء الاجتماعي، غير أن السؤال الموضوعي الذي من المفروض طرحه الآن دون مجاملة ودون محاباة، وأيضا في الوقت الذي ينشغل فيه كثيرون بالإعداد القبلي للانتخابات، أطرح السؤال؛ ماذا استفاد إقليم اليوسفية من أموال هذه المبادرة التي يبدو من خلال الواقع أنها تحتاج هي الأخرى إلى مبادرة، أو بالأحرى إلى إرادة فردية وجماعية ..؟
صحيح، أن هناك أوراشا تعليمية لمحاربة الهدر المدرسي وأيضا أنشطة اجتماعية كدعم بعض المنتوجات المجالية والحرف التقليدية .. لكن، على مستوى المشاريع الكبرى التي من شأنها تنمية المنطقة وخلق فرص حقيقية للشغل، يمكن أن نخلص إلى أن مبادرة INDH لم تصل بعد إلى الأهداف الإنسانية الحقيقية المنبثقة من خطاب العرش 2018، حين قال الملك؛ إن الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان