“شوف تيفي” والاستخفاف بهيبة القضاء المغربي و وقاره في شخص النقيب السابق محمد زيــان
أمام ردود الجسم الصحفي والإعلامي المغربي داخليا وخارجيا على فضيحة قناة “شوف تيفي”، وعدم خروج هذه الأخيرة للتعليق وتبرئة الذمة المهنية حول فضيحتها في الفيديو المنقول عن الحياة الخاصة للمحامي والنقيب السابق ذ. محمد زيان، تكون هذه القناة قد سقطت في المحظور، الذي يعاقب عليه قانون 13/88، الخاص بمدونة الصحافة والنشر، وبالمادة التي تخص الحياة الشخصية التي يستوجب إدانتها بالفصل المعاقب عليها في هذا القانون المحسوب على منظومة القوانين الجديدة، التي صاغتها اللجنة العلمية “الموقرة” التي شاركت فدرالية الناشرين في مهزلة تمرير قوانينها بأعطابها ونقائصها ومساوئها، التي مررتها حكومة عبد الإله بن كيران من أجل إسكات الصحافة وتحجيم دورها الإخباري والنقدي والتنويري
إن الخطأ القانوني المهني المرتكب من قبل “شوف تيفي”، يعتبر انتهاكا للمصداقية والمهنية، كما أن المشاهد التي نقلتها عن محمد زيان تكشف بالملموس عن هزال هذه القناة، التي تبحث عن الصدارة ورفع نسبة المشاهدة رغم أنها من بين القنوات المدعومة من الدولة، وكان عليها أن تحترم هيبة القضاء و وقاره، وأن لا تكون من صنف الإعلام الذي يتحين موضوعاته بدون أهداف تساعد على معالجة القضايا، بقدر ما تترقب وتسعى إلى صب الزيت لإشعال الحرائق، التي لا تستطيع إطفائها لا من قريب أو من بعيد، وحتى إن كانت محسوبة على الإعلام الرقمي، فإنها مأجورة للمصالح المخابراتية التي تعمل خارجة عن وظائفها من أي مراقبة و وصاية رسمية، التي تتصيد من ينتقدونها أو يحاربون الجهات المستفيدة من بؤر الفساد بكل أنواعه، المرتبطة بالحاضنة الطبقية المتحكمة في المجتمع
إن سقطة “شوف تيفي” ضد زيان النقيب السابق، توضح قذارة سلوك القناة الذي لا يمكن القبول به، وتشكل ممارستها جانبا من الإعلام الرقمي اللقيط، الذي يجب تجفيف منابع تمويله حفاظا على مصداقية الإعلام الرقمي الشعبي والبديل الحديث، الذي لا يزال في خطواته الأولى في مشهدنا الصحفي والإعلامي الوطني .. ونظن في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن مالكي قناة “شوف تيفي” يعرفون خطورة الجريمة المرتكبة في حق ذ. زيان، الذي يدافع عن ضابطة الشرطة في الجديدة، التي لا تزال تنتظر إنصافها من القضاء .. وفي هذا الإطار، نثمن عاليا مواقف كل قنوات التواصل الاجتماعي التي عبرت عن سخطها واستيائها من حماقات قناة “شوف تيفي”، سواء داخل الوطن أو من خارجه، وسنكون مجبرين من موقعنا النقابي إلى إدانة هذه الجريمة التي اقترفتها “شوف تيفي”، والمطالبة بتفعيل مقتضيات القانون رقم 13/88، الخاص بمدونة الصحافة والنشر في الباب المتعلق بحماية الحياة الخاصة والشخصية
من حرصنا على الممارسة المهنية والأخلاقية المستقلة والمواطنة، لا يمكن إلا أن نستنكر هذا الاختيار اللامهني المتعارض مع ما يجب أن يكون عليه في مشهدنا الصحفي والإعلامي المستقل والمواطن والمسؤول، الذي مافتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه، يوجه إليه في أفق فرض ثقافة المجتمع الديمقراطي الحداثي، الذي يلعب فيه الإعلام والصحافة دوره الحقيقي الإخباري والرقابي والتنويري، لتكريس دمقرطة المجتمع وتخليق الحياة العامة والحكامة الحقيقية، واحترام المنظومة الحقوقية والدستورية في الوطن
نستخلص من إثارة هذه السقطة العيار الثقيل لقناة “شوف تيفي” التي سننتظر خروجها عن الصمت وشرح خلفيات هذه الفضيحة، كما سننتظر موقف شركائنا في الحقل الصحفي والإعلامي والنقابي، وموقف المجلس الوطني للصحافة .. وإلى حين حدوث ذلك، نقول ل. “شوف تيفي”، أن هذه الجريمة الكاملة الأركان لن تؤثر عل الضمائر الحية والمؤمنة برسالة الإعلام المواطن والمستقل، الذي لن يسكت على هذه الإهانة للقضاء وللنقيب السابق للمحامين ذ. محمد زيان حتى وإن تنازل عنها