يوسف الإدريسي
تتذكرون جيدا ما حدث قبل سنوات بمدينة اليوسفية، حين عمد مواطنون إلى جلب حاويات صوب باب مقر الجماعة الحضرية ورمي أزبالهم فيها، احتجاجا على الوضع البيئي وقتذاك، وبدل أن يتفاعل المسؤولون بالإيجاب مع أسباب الاحتجاج، عمدوا إلى إزالة الحاويات البلاستيكية وتعويضها بأخرى من حديد وبحجم أكبر، حتى يصعب تنقيلها مرة أخرى، وهو الأمر ذاته الذي يحصل الآن مع عمال النظافة الثلاثة الموقوفين عن العمل منذ مدة، وقد باتوا جميعا ينشرون بصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حارقة حول السبب وراء هذا القرار المتصلب إزاء أسر وأطفال لاذنب لهم في كل ذلك
شخصيا، لا أعلم بالضبط من وراء هذا التعنت، فبالرغم من الإشعاع الإعلامي للملف وتدخل نقابتين في القضية، وإجراء العديد من اللقاءات الرسمية مع السلطة والمجلس الحضري والشركة المفوض لها قطاع النظافة، إلا أن حزمة من الاستفهامات لازالت قائمة في قضية إرجاع هؤلاء العمال إلى عملهم، خاصة أن الظروف الوبائية الراهنة تستدعي جميع الحيثيات الاجتماعية بعيدا عن لعبة الحسابات الضيقة
رجاء شيء من التعقل والإيجابية بدل سياسة الإلهاء والاستغراق الكلي والمجاني في قضايا اجتماعية لا تستحق كل هذا التعنت