ذ. عبد الله عزوزي
ما زالت السياسة في وطني في جعبتها الكثير ..! لكن، ياليته كان ساراً، بل ولو حتى عاديا ..! ليلة 27 من يوليوز الجاري، جاءت لتقول كم أشواطًا قطعنا بعد كل مراجعة، إصلاح، انتخابات، أو تشكيل ..؟
غالبا ما يتبادر لذهن المواطن أن السياسي رجل خارق، له قدرات سحرية على التدبير و التخطيط، و التحليل و الاستشراف ..لكن، رتابة الأيام، وانشغال المواطن بمحنه الذاتية غالبا ما كان يُبْقي “حمرة وجه” الساسة في مأمن عن كل اكتشاف، تسريب، أو فضيحة ..!
القرار الذي اتُّخِذَ مساء اليوم (كباقي اتفاقات آخر الليل) يدلُّ على أنه لم يكن هناك من بين المحررين رجل رشيد، و أن الكل عبر بمحض إرادته عن قصر كعبه في التفكير الاستراتيجي و الإلمام بالمفهوم الفطري الاجتماعي (the common sense) في حده الأدنى: فحتى العامة من المغاربة يفهمون أن “زواج ليلة، تدبيره عام”، أي قرابة 365، يوم؛ فما بالك بزحف أزيد من 15 مليون مغربي في اتجاهات مختلفة، و متعاكسة، أربعة أيام قبل واحدة من أعظم الشعائر في العالم و في تاريخ البشرية على الاطلاق ..؟
هل يفعل السياسيون هذا لسبب بسيط هو أنهم ليسوا بسياسيين، أم أنهم قادة بصناديق الاقتراع و ليس بالتكوين العلمي و الأكاديمي ..؟ أم أن الوضع مربك، و أن الحابل قط اختلط بالنابل رغم كل التضحيات المقدمة من طرف الشعب و الدولة على مدى أزيد من أربعة شهور ..؟
هذه الأيام سوف لن تكون طبيعية، بل ستشكل منعرجاً آخراً في تاريخ المغرب المعاصر .. الجائحة هي جائحة عالمية، و يظهر لي أن الناس في مناطق عديدة من العالم لم تحملها أكثر مما تحتمل، و لولا إشارات أو إعلانات بين الفينة و الأخرى، لما اعتقد المرء أن الزمن هو زمن الطواريء الصحية .. فلماذا نسمح إذن بأن يؤدي غسل العيون من العمش إلى فقدان البصر بشكل كامل نظرا للطريقة التي تمت بها عملية التصنيف ..؟!
فيا ترى، هل سيشكل ما حدث القشة التي قسمت ظهر الجَمَل ..؟ أم أن مدمني الجمال في كل الجُمَل سيواصلون إخفاء رؤوسهم في الضباب ..؟!