يوسف الإدريسي
نشرت المجلة الفرنسية «جون أفريك» في عددها 3062 الصادر يوم الأحد 15 شتنبر الجاري، تقريرا حول الشأن السياسي بالمغرب وعنونته ببنط عريض؛ هياج وجلبة من أجل تعديل وزاري جديد .. في وقت أفاد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لمنبر إعلامي آخر، بأن لا وجود لأي “بلوكاج” والحكومة ستخرج في موعدها.
فعن أي حكومة يتحدث العثماني، وعن أي هياج تتحدث “جون أفريك”، وعن أي «بلوكاج» يتحدث آخرون، بعد أن وضعنا تقرير جطو للحسابات أمام غسيل نَتنٍ لمؤسسات الدولة الحاضنة لأموال الشعب «السائبة» والتي حتما تُعلّم السرقة كما يقول المثل الشعبي.
الذين يروجون لهذا الخطاب التمويهي، إما أنهم متواطؤون، أو أنهم أناس مغفلون بمنسوب إضافي من الغباء .. فالمغرب كما يعرفه العقلاء يعيش على وقع «بلوكاج» فظيع منذ مرحلة الاستثناء 1965-1975، بدليل التقارير الدولية وتقارير صندوق النقد الدولي وصندوق التجارة العالمي إلى غير ذلك من التقارير السوداء .. ما يجعلنا نفهم أكثر من بعض المغفلين أن «البلوكاج» هو حين تلتهم الحيتان الكبيرة مواطنين مغاربة، سواء داخل البحر أو على شواطئ البر .. وحين نرى نساء من وطننا الحبيب يلدن على الأرصفة وعلى كراسي المستشفيات .. وحين تزهق أرواح المغاربة كلما غضب وادٍ أو هاج نهرٌ أو فاضت سدود .. فعن أي «بلوكاج» يتحدثون ..!
حتى لو حُذفت كتابات الدولة وتم تخفيض عدد الوزراء وجرى تقليص الحقائب الوزارية .. فهل سيتم تقليص نسبة الفقر ونسبة البطالة ونسبة العطالة ..؟ بمعنى أن الذين يتحدثون الآن عن «البلوكاج» ويشتكون من مسامير (المائدة) التي تضعها أحزاب بعينها، هم أنفسهم وضعوا المسامير نفسها أمام الحراك الشبابي الذي طالب فقط بالكرامة ومساءلة العابثين بأموال البؤساء من الشعب .. هم أنفسهم الآن يتجرعون مرارة السخرية من أصوات مقهورة خرجت ذات سنة وذات شهر، لتقول للعالم نحن مع السلم ومع الأمن ومع الكرامة والعدالة الاجتماعية، لتلقى وقتها مصيرا يجهله الآن المتفائلون بوطن جريح.